حذر وزير الثقافة باسم الطويسي من خطورة العنف الرقمي ضد النساء حينما يوظف في العمل السياسي، مبينا أنه يشكل تهديدا حقيقيا للديمقراطية، وواحدا من أسوأ أشكال إعاقة الحركة التاريخية للنساء في نيل حقوقهن بالمشاركة السياسة والبناء الوطني.
وقال خلال رعايته المؤتمر الوطني الذي أطلقه مركز الحياة (راصد) بعنوان "مجابهة التنمر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي" الخميس، إن مخاطر العنف الرقمي تكمن بتجهيل الهوية، حيث يستخدمه البعض من خلال الحسابات المزيفة أو خلف قناع مجهول الهوية لإيذاء النساء الناشطات في الشأن العام والتقليل من أدوارهن.
وأضاف الطويسي، نتطلع أن تبقى ظاهرة التنمر الالكتروني في حدود ضيقة في المجتمع الأردني، وأن تسهم التقاليد الأخلاقية والثقافية في الحد منها ومنع تفاقمها، وأن هذا الامر يجب ألا يخيف النساء المؤمنات بدورهن الوطني ولا يكبح عن ممارسة حقهن في المشاركة او التعبير عن الرأي.
وأوضح أن الأطر التشريعية قادرة على إحداث بعض الفروق في الحد من العنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي، وأن الرهان الحقيقي يتمثل في خلق حصانة اجتماعية في عمق الثقافة والتقاليد الاجتماعية التي تمنع التنمر وتحده وتحاصره وتنبذه، ولا يتحقق إلا بإرساء مفاهيم التربية الإعلامية والرقمية ومهارتها ونشرها في الأوساط الاجتماعية.
وأكد الطويسي التزام الحكومة بالمبادرة الوطنية لنشر مفاهيم التربية الإعلامية، التي وردت ضمن الأولويات الحكومية لعامي 2020 و2020.
وقالت سفيرة كندا لدى الأردن دونيكا بوتي، إن التنمر الإلكتروني منتشر في جميع أنحاء العالم، وإن التحديات في الأردن كالتحديات العالمية، محذرة من خطاب الكراهية ضد السيدات المهتمات بالعمل السياسي، والذي يحد من اجتهاد المرأة سياسيا، موضحة أن السياسيات يحصلن على ثلاثة أضعاف التنمر الإلكتروني مقارنة بالناشطات في المجالات الاخرى.
وأضافت بوتي، أن التنمر الإلكتروني يقنن من عمل المرأة سياسيا، ويؤثر على تواجدها في الأنشطة المجتمعية، لأنها تساهم في الحد من تبادل الأفكار بحرية. ودعت إلى إيجاد حلول واضحة من خلال الدراسات والمشاريع والمؤتمرات، والخروج بنتائج وتوصيات حول انتشاره. يذكر ان الدراسة تم تنفيذها بدعم من السفارة الكندية في الأردن.
وعلى هامش المؤتمر، عرض مركز (راصد) نتائج دراسة متخصصة بعنوان "التنمر الإلكتروني على السيدات المتواجدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي"، اجراه المركز على عينة قصدية من المنتخبات بنسبة 48%، والناشطات 52% استهدف 205 سيدات.
وقال مدير مركز راصد عامر بني عامر، أن الدراسة هدفت إلى التعرف على مدى انتشار سلوك التنمر وتحديد الاحتياجات لمجابهته، مبينا إنها ستكون بداية لعمل متكامل حول مجابهة التنمر الالكتروني، وسيتم إشراك أصحاب المصلحة بهدف تعزيز مشاركة المرأة في العمل السياسي.
بترا