أدى انتشار متسارع لفيروس كورونا المستجد خارج الصين إلى دول كثيرة في العالم إلى حدوث حالة هلع وخوف في الأسواق المالية العالمية، مما أدى إلى حدوث موجات بيع عنيفة أدت إلى خسائر كبيرة في الأسواق العالمية زادت وتيرتها بشكل كبير وملحوظ الأسبوع الماضي لينتهي شهر فبراير/شباط على خسائر كبيرة في الأسواق المالية العالمية.
أسواق الأسهم العالمية تعرضت لأكبر خسارة أسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، حيث خسرت نحو 6 تريليونات دولار تقريباً من القيمة السوقية لكافة الشركات، وبحسب بلومبرغ خسر أغنى 500 شخص حول العالم 444 مليار دولار الأسبوع الماضي.
الأسواق الأميركية قادت الانخفاضات
سجلت الأسهم الأميركية أكبر هبوط أسبوعي منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 12.3% الأسبوع الماضي وخسائر شهرية بلغت 10.1%.
مؤشر"إس آند بي 500" سجل خسائر أسبوعية 11.5% و8.4% خسارة شهرية.
مؤشر ناسداك تراجع بنسبة 10.5% الأسبوع الماضي محققا خسارة شهرية بلغت 6.4%.
النفط الأكثر تضرراً
أدى انخفاض الطلب الصيني على النفط، إضافة إلى ارتفاع مخاوف تباطؤ الطلب العالمي إلى انخفاض أسعار عقود النفط للشهر الثاني على التوالي بنسبة انخفاض تجاوزت 23% لكل من خام برنت والخام الأميركي مقارنة مع نهاية العام الماضي.
وسجل برنت خسائر أسبوعية بنسبة 14% إضافة إلى هبوط حاد منذ بداية العام الحالي بنسبة 23% ليغلق عند 50.52 دولارا للبرميل نهاية الجمعة الماضي، بعد فقدانه مستويات 50 دولارا خلال تداولات في اليوم نفسه.
وتترقب الأسواق أن تقوم منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها (أوبك+) بخفض حاد في إنتاج النفط خلال اجتماعها الشهر الحالي آذار/مارس، مع ورود تقارير تفيد أن المنظمة تدرس تقليص الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً بعدما كان اقتراح اللجنة الفنية خفضا بمقدار 600 ألف برميل يوميا وذلك في محاولة لتقليص إمدادات السوق لدعم الأسعار عالميا.
احتمالية كبيرة لخفض أسعار الفائدة الأميركية
قد يوجه فيروس كورونا ومخاوف تأثيره على النمو الاقتصادي الفيدرالي للعودة مجدداً إلى تخفيض أسعار الفائدة بعد تخفيضها العام الماضي ثلاث مرات وبمقدار 75 نقطة أساس نتيجة تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل أساسي.
وقال رئيس الفيدرالي جيروم باول في بيان الجمعة "تبقى أساسيات الاقتصاد الأميركي قوية، لكن فيروس كورونا يشكل مخاطر متزايدة على الاقتصاد، وإن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يراقب التطورات وتأثيراتها على التوقعات الاقتصادية، وسوف نستخدم أدواتنا ونتصرف حسب الحاجة لدعم الاقتصاد".
وبحسب أداة مجموعة "سي،أم،إي" التي ترصد تداول العقود الآجلة لمؤشر الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة، فإن هناك احتمالية 94.9% لقيام البنك المركزي بتخفيض معدل الفائدة في الاجتماع المقبل 50 نقطة أساس، واحتمالية 5.1% بخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس وذلك في اجتماع الفيدرالي المقبل يوم 18 مارس/آذار.
إيرادات الشركات في انخفاض
أطلقت عدة شركات عالمية تحذيرات حول تأثر إيراداتها وكانت البداية من شركة أبل أكبر الشركات الأميركية حيث توقعت انخفاض إيراداتها في الربع الأول من العام الحالي.
مايكروسوفت التي أشارت إلى احتمالية عدم تحقيقها إيراداتها المستهدفة في الربع الأول، وتبعتها شركة ماستر كارد التي خفضت نمو إيراداتها بنسبة بين 2 - 3% خلال الربع الأول.
وتوقعت شركة باي بال انخفاض إيراداتها بنسبة 1% وذلك بفعل آثار فيروس كورونا.
وبالنسبة لقطاع السفر والسياحة، فقد يكون من أكبر المتضررين، وهو ما أثر بانخفاض أسعار النفط بشكل مباشر نتيجة لانخفاض الطلب على وقود الطائرات نتيجة توقف الرحلات من الصين وإليها بداية ظهور فيروس كورونا في الصين.
لكن من الممكن أن تكون خسائر أكبر مع توسع انتشار الفيروس خارج الصين، حيث توقفت رحلات بين دول أخرى غير الصين وكان هنالك بعض عمليات إغلاق الحدود بين الدول.
وقدر الاتحاد الدولي للطيران "إياتا" خسائر شركات الطيران عالميا بنحو 29.3 مليار دولار كانخفاض في الإيرادات.
ويُتوقع تضرر سوق السيارات أيضاً، وفق وكالة موديز للتصنيف الائتماني التي توقعت انخفاض مبيعات السيارات عالمياً بنحو 2.5% .
*محلل مالي
المملكة