حذرت دراسة نشرت الاثنين، في مجلة "نيتشر كلايمت تشاينغ" من أن نوعين على الأقل من قردة الليمور في مدغشقرـ المهددة أصلا بفعل إزالة الغابات ـ قد يشهدان اختفاء أكثر من 90% من عوائلهما في غضون 50 عاما؛ بسبب آثار ظاهرة التغير المناخي.

وتضم هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي قبالة ساحل شرق إفريقيا 5% من التنوع البيولوجي في العالم. وأصبحت قردة الليمور الموجودة فقط في مدغشقر رمزا للبلاد خصوصا منذ نجاح سلسلة الأفلام التي تحمل اسم الجزيرة.

ونظرا إلى أن هذه الحيوانات تعيش على الأشجار هي الأداة الوحيدة لتوزيع بذور العديد من النباتات النادرة في غابات مدغشقر المطيرة، فإن انقراضها قد يلحق الضرر بالأنظمة الإيكولوجية بكاملها.

وقال الباحثون في الدراسة "من المحتمل أن يكون لفقدان أي من النوعين تأثير على بنية الغابة المتبقية وسلامتها".

ونوعا "فاريسيا فارييغاتا" و"فاريسيا روبرا" مدرجان على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة؛ بسبب الصيد وفقدان الموائل، وإزالة الغابات والأنواع الغازية.

وتعتبر أكثر من 95% من 101 نوع من قردة الليمور في مدغشقر مهددة بدرجات متفاوتة؛ مما يجعلها على الأرجح المجموعة الأكثر تعرضا للانقراض بين الفقاريات.

ولإجراء هذه الدراسة، وضع الباحثون نموذجا لتطور الغطاء الحرجي وفقا لسيناريوهات مختلفة لإزالة الغابات، في حين أن هذه الجزيرة فقدت 44 % من الغطاء الحرجي الخاص بها منذ العام 1950.

ثم قيّموا تأثير الاحتباس الحراري على الغابة في ظل سيناريوهات مختلفة أيضا لاستمرار انبعاثات غازات الدفيئة.

ووجد الباحثون أن إزالة الغابات من شأنها أن تقلل من موائل الحيوانات بنسبة 30% حتى في ظل حماية "صارمة" ومضاعفة الرقابة.

أما تغير المناخ، فقد يساهم في تقليص المنطقة القابلة للسكن بنسبة تراوح بين 15 و75%.

وعند دمج تأثير إزالة الغابات والتغير المناخي، تصبح الظاهرتان مدمرتين بحيث تتراجع موائل قردة الليمور الطبيعية بنسبة 95%.

وتوجد في مدغشقر واحدة من أعلى معدلات الفقر في العالم، وهي تفتقر إلى الموارد اللازمة للحفاظ على الموارد الطبيعية وإدارتها.

أ ف ب