مددت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، تفويض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تواجه تشكيكا بعملها منذ عامين من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل حتى 30 حزيران/يونيو 2023.
ووافقت 169 دولة على قرار بشأن التمديد مقابل رفض الولايات المتحدة وإسرائيل وامتناع 9 دول عن التصويت. وينتهي تفويض الوكالة لمدة 3 سنوات في حزيران/يونيو 2020.
وصوتت الجمعية على تجديد تفويض الأونروا لتوفير خدمات التعليم والصحة والإغاثة لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في أنحاء المنطقة.
وتقول الأونروا إن خدماتها ضرورية "في ظل عدم وجود حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
والقرار الذي صدر "يحض جميع المانحين على مواصلة تكثيف جهودهم لتلبية الاحتياجات المتوقعة للوكالة" وسط تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، وخصوصا في الأراضي الفلسطينية.
يأتي التمديد للوكالة وسط صعوبات الميزانية منذ أن أوقفت الولايات المتحدة مساعداتها المالية السنوية البالغة 300 مليون دولار في عام 2018 وعندما اضطر مديرها للاستقالة في تشرين الثاني/نوفمبر بعد اتهامه بإساءة استخدام السلطة.
يعمل لدى الوكالة 30 الف موظف، معظمهم من الفلسطينيين.
وقبل اكثر من عام، رات الولايات المتحدة وإسرائيل أنه لم يعد لدى الوكالة أي سبب للبقاء في شكلها الحالي.
يعارض البلدان حقيقة أن الفلسطينيين يمكنهم نقل وضعية اللاجئ إلى أطفالهم، وبالتالي فانهما تطلبان تقليل عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدة من الوكالة، لكن الفلسطينيين يرفضون ذلك باعتباره انتهاكا لحقوقهم.
لكن إسرائيل ترفض حق العودة التي يطالب بها سلامة وغيره من اللاجئين خشية أن تفقد البلاد أغلبيتها اليهودية.
الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، قال لـ "المملكة" إنّ "الجهود الأردنية أسهمت في تثبيت الموقف العربي من خلال تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني وحكومته على أن أي محاولة للإطاحة بالأونروا وضم الأغوار يعتبر ضربا لأسس السلام".
وأضاف ملحم أنّ "الموقف الأردني الصلب أدى إلى تصليب الموقف العربي ودفع الأسرة الدولية لاتخاذ مواقف داعمة للقضية الفلسطينية".
وصوتت 170 دولة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لصالح تجديد ولاية الأونروا في اللجنة الرابعة في الجمعية العامة.
ويعمل الأردن مع المجتمع الدولي على إيجاد "آلية للتخطيط المالي طويل المدى"، لدعم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي تعاني عجزا مقداره 120 مليون دولار هذا العام.
وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قال قس أيلول/سبتمبر إنّ الحفاظ على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) استثمار ضروري لبناء السلام والاستقرار اللذين ننشدهما جميعا.
وقال سفير الاردن في بروكسل يوسف البطاينة، في 4 تشرين أول/اكتوبر، إنّ الأردن أكد خلال اجتماع تحضيري للمجموعة العربية قبل الاجتماع الرئيسي لكبار المسؤولين للدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط على دعم الأونروا سياسيا ومالياً.
وزارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، في 10 كانول الأول/ديسمبر الحالي، الأردن، واطلعت على برنامج الصحة وخدمات تقدمها وكالة الغوث التي تمر بأسوأ أزمة مالية.
وتواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات.
وتأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين وأربعمائة ألف لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.
وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.
ويعيش في الأردن نحو 2.2 مليون لاجئ فلسطيني، بحسب أرقام أونروا.
أ ف ب + رويترز + المملكة