قال السفير الصيني في عمّان، بان ويفانغ، الاثنين، إن الشركات الصينية العاملة حالياً في السوق الأردنية تواجه عقبات وخصوصاً ارتفاع أثمان الطاقة الكهربائية.
وذكر أن بعض المشروعات الصينية تعثرت مثل انسحاب شركة صينية من تنفيذ عطاء فازت به لإنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من النفايات الصلبة، مضيفاً أن الصين تنظر إلى الأردن كبلد للفرص، وتهتم بالاستثمار بها.
وتأمل بكين في التوصل إلى اتفاقية قريباً في مجال تمويل مشروعات كبرى في مجال الطاقة وإنتاج الوقود.
وذكر ويفانغ أن الأردن دولة آمنة ومستقرة، وترتبط باتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية وكندا والاتحاد الأوروبي وسنغافورة، واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، والأردن كذلك مركز إقليمي لعدد من الدول، والصين تحرص على الاستثمار في الأردن للاستفادة من هذه المزايا والنفاذ لأسواق استهلاكية كبرى والوصول إلى مشروعات إعادة الإعمار في سوريا والعراق.
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) على هامش لقاء نظمته السفارة مع ممثلي مؤسسات رسمية وقطاع خاص، أن على الجانبين، الأردني والصيني، الجلوس معاً لتحقيق فهم أعمق بين الجانبين لإزالة العقبات التي تحد من التعاون والشراكة بين الجانبين.
وأكد أن السفارة الصينية في عمان بادرت بعقد هذا الاجتماع، وجمعت مسؤولين من مختلف الوزارات والمؤسسات، رغبة منها بمناقشة زيادة العمل والاستثمار الصيني في الأردن، ولكي يقدموا لنا أفكارا للمشروعات التي يمكن تنفيذها في الأردن ومساعدتنا على تخطي العقبات ومواجهة التحديات أمام هذا المسار.
وشارك في الاجتماع ممثلو وزارتي الصناعة والتجارة والتموين والعمل، وهيئة الاستثمار وهيئة تنشيط السياحة، وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة المدن الصناعية، وغرف الصناعة والتجارة في عمان وإربد، وعدد من رجال الأعمال الأردنيين.
وقال ويفانغ: لدى المشاركين خبرات مهمة في مجال التجارة والتصدير والصناعة، ولديهم خبرة في السوق الصينية تزيد على 40 عاما، ويعرفون مفاتيح النجاح والتعاون التجاري بين البلدين، وهم "أرشدونا لكيفية إزالة العقبات وتخطيها، والفرص التي يمكن للجانب الصيني الاستثمار فيها بالأردن".
وأكد أن اللقاء وفر فرصة للتعرف على كيفية إزالة العقبات التي تعترض سبيل التقدم للأمام لتأسيس استثمارات صينية تستفيد من الأردن كمنصة للوصول إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن الصين أقامت في العام الماضي أول معرض دولي للصادرات والمستوردات، وفي نوفمبر المقبل سيتم إقامة المعرض الثاني، داعيا الشركات ومجتمع الأعمال الأردني للمشاركة في هذا المعرض والتعرف على الفرص المتاحة للتصدير إلى السوق الصينية وتعريف الصينيين بالمنتجات الأردنية.
وقال السفير الصيني إن هناك اهتماماً كبيراً بمشروعات البنية التحتية في المملكة، ونحن منفتحون للمناقشة حول تمويل أي نوع من المشروعات.
وقال: إن الشركات الصينية مهتمة كثيرا بإقامة استثمارات لها في الأردن بمجالات عديدة سواء تجارية أم صناعية وفي مجال الطاقة والبنية التحتية.
وأشار إلى أن حكومة بلاده تستثمر أيضا في تطوير الموارد البشرية في الأردن من خلال برامج تدريبية وأكاديمية، ومن القطاع الخاص الصيني، منوهاً بما تقوم به شركة هواوي الصينية في الأردن والتي تقود التدريب في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكان آخرها توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس ثلاث أكاديميات لهواوي بالتعاون مع جامعات رسمية لتدريب 3 آلاف طالب أردني في هذا المجال.
ودعا السفير ويفانغ، رجال الأعمال الأردنيين والمسؤولين الرسميين إلى تكثيف الزيارات واكتشاف الفرص المتاحة والمتبادلة بين الجانبين، وتعزيز العلاقات والتعريف بالفرص الاستثمارية بين الأردن والصين، وافتتاح مكتب لهيئة الاستثمار الأردنية لتكون قريبة من مجتمع الأعمال الصيني وتعرض الفرص المتاحة والمستجدة.
وأكد أن الصين ترحب بالمنتجات الأردنية التي يتم تصديرها إلى السوق الصينية.
وأكد ممثلو المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص المشاركون في اللقاء أهمية البناء على النجاحات في العلاقة بين البلدين خصوصا في الاستثمار بالمشروعات الكبرى وتنامي عدد السياح الصينيين القادمين إلى الأردن وأهمية إطالة مدة إقامتهم بالمملكة أسوة بالدول المجاورة.
وأشاروا إلى الصعوبات التي تواجه دخول المنتجات الأردنية إلى الصين وما يعانيه بعض رجال الأعمال من صعوبات لفتح حسابات بنكية في النظام المصرفي الصيني.
ودعا المشاركون في اللقاء رجال الأعمال الصينيين إلى الاستثمار في مجال صناعة الأقمشة والملبوسات، مستلهمين التجارب العالمية في هذا المجال، بما فيها شركة جرش التي تم إدراجها في سوق نازداك للأوراق المالية في نيويورك، وتستهدف السوق الأميركية في منتجاتها من الألبسة.
وقالوا إن هناك فرصة لتصنيع وتصدير منتجات البحر الميت من مستحضرات التجميل والوقاية الطبيعية، والتي تلقى رواجا كبيرا في السوق الدولية، إلى جانب الفرص الاستثمارية في مجال صناعة الأسمدة اعتمادا على الموارد الطبيعية التي تتميز بها المملكة بإنتاج البوتاس والفوسفات.
المملكة + بترا