اقتحم آلاف المستوطنين، الخميس، المسجد الأقصى المبارك، ومقبرة باب الرحمة في خامس أيام "عيد الفصح اليهودي".
وقال مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي لـ "المملكة"، الخميس، إن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في المناسبات الدينية هدفه سياسي؛ لتثبيت ضم القدس عاصمة موحدة للاحتلال.
وأكد الرفاعي أن الاقتحامات تعتبر اعتداء على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس منذ العام 1885، وأنه واعتداء على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة ومحاولة خلق أمر واقع جديد.
وأفادت محافظة القدس، في بيان بأن آلاف المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوسا تلمودية.
ويرى الرفاعي أن اقتحام الأقصى يُعدّ تصعيداً خطيراً واستفزازاً صارخاً لمشاعر المسلمين، وانتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى، معتبرا أن استهداف مقبرة باب الرحمة الإسلامية بشكل خاص يحمل رمزية مؤلمة، لأنه يمسّ تاريخاً إسلامياً عريقاً وجزءاً لا يتجزأ من الهوية المقدسية.
وأضافت المحافظة، أن عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف من حزب "الصهيونية الدينية" تسفي سوكوت أدى السجود الملحمي في المسجد الأقصى.
كما اقتحم آلاف المستوطنين ساحة حائط البراق غربي المسجد الأقصى لأداء ما تسمى بـ "صلاة بركة الكهنة" في خامس أيام عيد الفصح اليهودي.
وأوضح الرفاعي أن هذه الاقتحامات جزء من محاولات تهويد القدس وفرض واقع جديد على الأرض بقوة الأمر الواقع، مشيرا إلى أن هذا التصعيد تحت غطاء الأعياد الدينية يكشف عن استغلال واضح للمناسبات لتمرير أجندات توسعية وعنصرية.
وفرضت شرطة الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، حيث حولت المسجد ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، ومنعت دخول العديد من الفلسطينيين إليه، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند البوابات الخارجية.
وقالت مصادر فلسطينية، إن مستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة وأدوا طقوسا تلمودية تزامنا مع اقتحام المسجد الأقصى في انتهاك سافر لقدسية المقبرة.
وتضم مقبرة باب الرحمة قبور عدد من الصحابة والعلماء والقيادات الإسلامية وشهداء الفتوحات الإسلامية، وتشكل امتدادًا من باب الأسباط حتى نهاية السور الشرقي للمسجد الأقصى، وصولاً إلى منطقة القصور الأموية جنوب المسجد.
وطالب الرفاعي المجتمع الدولي بالتحرك لحماية المقدسات الإسلامية في القدس، وضمان حرية العبادة، ومنع انتهاك الوضع القانوني والتاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف.
المملكة