وافق مجلس الأمن الاثنين، على قرار صاغته الولايات المتحدة في الذكرى الثالثة للهجوم الروسي لأوكرانيا يتخذ موقفا محايدا تجاه الصراع في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتوسط في السلام.

وحتى الآن، لم يتمكن المجلس المؤلف من 15 عضوا من اتخاذ أي إجراء بشأن الصراع في أوكرانيا مع تمتع روسيا بحق النقض (الفيتو). ونال القرار الأميركي تأييد 10 أصوات بينما امتنعت فرنسا وبريطانيا والدنمارك واليونان وسلوفينيا عن التصويت.

وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام المجلس "هذا القرار يضعنا على طريق السلام. إنها خطوة أولى لكنها حاسمة ويجب أن نفخر بها جميعا... والآن يتعين علينا استخدام القرار لبناء مستقبل سلمي لأوكرانيا وروسيا والمجتمع الدولي".

ينعى القرار المقتضب الأرواح التي فُقدت في "الصراع الروسي الأوكراني"، ويؤكد أن هدف الأمم المتحدة هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات سلميا، ويحث على إنهاء الصراع سريعا وتحقيق السلام الدائم.

ودفعت جهود الوساطة التي يبذلها ترامب الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا إلى الحذر حيال تركيزه على روسيا والقلق من إمكانية استبعادهم من محادثات السلام.

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد للمجلس إن شروط السلام في أوكرانيا مهمة ويجب أن "تبعث برسالة مفادها أن العدوان لا يجدي نفعا".

وأضافت "لهذا السبب لا يمكن أن تكون هناك مساواة بين روسيا وأوكرانيا في كيفية إشارة هذا المجلس إلى هذه الحرب. وإذا كنا نريد أن نجد طريقا إلى السلام المستدام، فيتعين على المجلس أن يكون واضحا بشأن أسباب نشوب الحرب".

الجمعية العامة ترفض موقف أميركا

في وقت سابق، رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا مسعى أميركيا لتخفيف موقف المنظمة الدولية الداعم لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها والداعي إلى سلام عادل ودائم وشامل بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة التأسيسي.

واعتمدت الجمعية العامة قرارين، أحدهما صاغته أوكرانيا والأوروبيون، والآخر صاغته الولايات المتحدة وتم تعديله ليشمل صياغة داعمة لأوكرانيا. ومنح هذا أوكرانيا والدول الأوروبية انتصارا دبلوماسيا على واشنطن.

وقالت نائبة وزير الخارجية الأوكراني ماريانا بيتسا للجمعية قبل التصويت "هذه الحرب ليست من أجل أوكرانيا فقط. إنها تتعلق بحق أساسي لأي دولة في الوجود واختيار طريقها والعيش دون التعرض للعدوان".

وحصل القرار المعدل الذي صاغته الولايات المتحدة على تأييد 93 صوتا، بينما امتنعت 73 دولة عن التصويت، وصوتت ثماني دول ضده. ولم تفلح محاولة روسيا لتعديل النص الأميركي ليشمل إشارة إلى معالجة "الأسباب الجذرية" للصراع.

فيما حظي القرار الذي صاغته كييف والدول الأوروبية بتأييد 93 صوتا مع امتناع 65 دولة عن التصويت ومعارضة 18 دولة. وإلى جانب الولايات المتحدة، صوتت روسيا وكوريا الشمالية وإسرائيل ضد القرار.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام الجمعية العامة "اليوم رأى زملاؤنا الأميركيون بأنفسهم أن الطريق إلى السلام في أوكرانيا لن يكون سهلا، وسيكون هناك كثيرون يحاولون ضمان عدم إحلال السلام لأطول وقت ممكن. لكن هذا يجب ألا يوقفنا".

رويترز