قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، إن موسكو لا تعارض مشاركة أوروبا في محادثات السلام الروسية الأميركية الرامية إلى تسوية الصراع في أوكرانيا، لكنه أشار إلى أن بروكسل رفضت سابقا الدخول في حوار مع بلده.
وأضاف بوتين في مقابلة مع التلفزيون الروسي الرسمي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتعامل مع الصراع بين روسيا وأوكرانيا بعقلانية وليس بعاطفة.
عقدت روسيا والولايات المتحدة جولة أولى من المحادثات بشأن أوكرانيا الأسبوع الماضي في السعودية دون دعوة أوكرانيا وحلفاء كييف الأوروبيين مما أثار اعتراضات من الجانبين.
وقال بوتين إنه من المنطقي أن تشارك أوروبا في المحادثات الرامية إلى تسوية الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وأضاف "مشاركتهم في عملية التفاوض ضرورية. لم نرفض ذلك مطلقا، وأجرينا معهم مناقشات".
وتابع "في بعض الأحيان، وبحجة إلحاق الهزيمة بروسيا في ساحة المعركة، كانوا هم الذين رفضوا التواصل معنا. وإذا كانوا يريدون العودة، فهذا أمر جيد".
ووصف ردود الفعل السلبية تجاه محادثات الرياض بأنها "عاطفية وتخلو تماما من المنطق".
وقال "من أجل حل القضايا المعقدة والصعبة، بما في ذلك القضية الأوكرانية، يتعين على روسيا والولايات المتحدة اتخاذ الخطوة الأولى. ويجب أن تكون هذه الخطوة الأولى مخصصة لرفع مستوى الثقة بين بلدينا. وهذا ما فعلناه في الرياض".
وأوضح أن الصراع في أوكرانيا نوقش "ولكن ليس في جوهره. لقد اتفقنا ببساطة على أننا سنتناوله. ونحن لا نرفض مشاركة الدول الأوروبية".
وأشار بوتين إلى أنه وافق على اقتراح بأن تناقش روسيا والولايات المتحدة خفضا كبيرا في الإنفاق العسكري يصل إلى 50%.
وقال "يمكننا التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة. نحن لسنا ضد ذلك... الفكرة تبدو لي جيدة. إذ تخفض الولايات المتحدة الانفاق بنسبة 50% ونحن نخفض إنفاقنا 50%. ومن الممكن أن تنضم إلينا الصين لاحقا إذا رغبت في ذلك".
وعن التغيير الحاد الذي يجريه ترامب في سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا وانتقاده للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتصريحات حول أن كييف قد لا تستعيد كل الأراضي التي خسرتها، رفض بوتين أن يكون هذا كله نابعا من العاطفة.
وأضاف أن ترامب يتصرف بشكل عقلاني وخال من القيود التي تفرضها الوعود التي قطعها القادة الأوروبيون لأوكرانيا.
رويترز