دعت وزارة الزراعة إلى تحري الدقة، وتجنب "الخلط" بين الجراد، المدمر لمحاصيل زراعية، وبين حشرات أخرى مشابهة كاليعسوب والجندب، وفق الناطق باسم الوزارة لورانس المجالي.
وقال المجالي إن الوزارة "تتحمل كلفا وجهدا كبيرين في حال وجود معلومات خاطئة عن وجود حشرة الجراد في الأردن"، مشيراً إلى أنه بإمكان أي شخص إرسال صورة عن الحشرة في حال العثور عليها إلى صفحة الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من صحة المعلومات.
مدير مديرية الوقاية وصحة النبات في وزارة الزراعة صيتان السرحان قال إن "خطورة أسراب الجراد الحمراء غير الناضجة على المحاصيل تشكل ما نسبته 69% من حجم الضرر الممكن أن يتسبب به أسراب جراد أخرى، فيما يشكّل الجراد الأصفر الناضج خطورة بنسبة 23%، بينما تشكل الحوريات 8% من الخطورة".
وأضاف لـ "المملكة" أن الحوريات "لن تستطيع الوصول إلى الأردن لعدم قدرتها على الطيران لمسافات طويلة"، مشيراً إلى أن الأسراب الأخرى "تستطيع أن تطير لمدة 6 إلى 18 ساعة يومياً ويمكنها قطع مسافة 150 كيلو متراً في اليوم الواحد وبمتوسط سرعة 20 كليومتراً في الساعة".
وقال المدير العام لاتحاد المزارعين محمود العوران، إن الجراد الذي ظهر أخيرا في السعودية يعتبر من "أشدّ أنواع الجراد فتكاً بمحاصيل زراعية ونباتات رعوية إذا لم يتم مكافحتها على الحدود بطرق فعالة".
وأضاف العوران أن ترك الجراد يصل إلى الأردن "سيلحق خسائر فادحة بالمزارعين"، موضحاً أن "أطوار حوريات جراد غير مكتمل النمو يكون أعلى خطورة على محاصيل زراعية من جراد مكتمل النمو، كونه لا يستطيع الطيران وإنما القفز".
وأشار العوران إلى أن سرب الجراد الواحد، الذي يمتد إلى كليو متر ويتكون من 50 مليون جرادة تقريباً، يتناول نحو "100 ألف كليو غرام من المحاصيل والأسراب الكبيرة يمكن أن تتغذى على غذاء 250 ألف شخص في يوم واحد".
وبين العوران لـ "المملكة" أنه من الصعب تقدير أضرار الجراد بسبب طبيعة الهجوم، والتي تعتمد على المدة التي سيبقى بها الجراد في المنطقة الواحدة وحجم السرب ومرحلة المحصول، حيث يتغذى الجراد على أوراق وأزهار وبذور النباتات.
وأشار إلى أن عملية المسح المستمر ضرورية جداً لمراقبة الأعداد الحالية للجراد حتى يمكن تحديد طرق المكافحة المناسبة.
وحذر العوران المواطنين من تناول الجراد الذي تمت مكافحته باستخدام المبيدات الحشرية، داعيا الجهات المعنية إلى استخدام طرق بيولوجية لمكافحة هذه الآفات بطريقة سليمة بيئيًّا".
"يمكن للجراد الصحراوي تشكيل مجموعات كبيرة من الحوريات تنتشر على نطاق واسع. والتي تتحول إلى حشرات مكتملة النمو وتكون أسرابا تقدر أعدادها بعشرات الملايين من حشرات قادرة على قطع مسافات تصل إلى 150 كم يومياً بمساعدة الرياح، التي يمكن أن تضم أسراب الحشرات مكتملة النمو"، وفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو".
الأردن ليس موطناً للجراد
عميد كلية الزراعة في جامعة البلقاء التطبيقية محمد المزرعاوي، قال إن خطر الجراد يكمن في أن أطوار الجراد من الحوريات ومكتمل النمو "يتغذيان بشراهة على المحاصيل الخضراء بأنواعها كافة".
"حوريات الجراد، أو "الزاحفة" تمتاز بعدم وجود أجنحة تساعدها على الطيران لمسافات بعيدة وهي تطير بطريقة القفز وتكون أكثر خطورة "لقربها من سطح الأرض ومحاصيل زراعية، وينمو هذا الطور إلى حشرات مكتملة في غضون فترات زمنية قصيرة"، وفق المزرعاوي.
وأضاف المزرعاوي لـ "المملكة" أن الجراد الذي يأتي إلى الأردن يتكون من أسراب طائرة تقطع مسافات طويلة، مؤكداً أن الأردن "لا يعتبر من مناطق تكاثر الجراد".
"في حال كوفح هذه الجراد في السعودية بشكل فعال سيخفف كثيرا من خطره على الأردن لكن يجب مراقبة الوضع عن كثب من قبل سلطات معنية لتبقى مستعدة لمكافحته"، أضاف المزرعاوي.
وأوضح أنه "يعيش في الأردن نوع واحد من الجراد يعيش في منطقة الأغوار الجنوبية، يسمى الجراد الأسود، لكن لا يوجد له أي أضرار نهائيا كونه لا يتغذى على المحاصيل الزراعية بل يتغذى على نباتات العشر".
تستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة أثناء دورة حياتها، في حين أن الجراد الصحراوي المكتمل النمو يلتهم يومياً ما يعادل وزنه تقريباً من الغذاء الطازج- نحو غرامين يومياً- ويستهلك سرب صغير نسبياً من الجراد في اليوم الواحد نفس كمية الغذاء التي يستهلكها نحو 35000 شخص، وفق "فاو".
وأشار المزروعي إلى أن الظروف الجوية تلعب دورا كبيرا في تكاثر وحركة الجراد، حيث أنه يعيش في المناطق معتدلة الحرارة والرطوبة، لافتاً إلى أن "نقص الغذاء في أماكن وجودها وتكاثرها إضافة إلى ظروف جوية قد تدفع الجراد إلى تكوين أسراب مهاجرة".
فرق مكافحة
وأوضح أن الطرق المستخدمة من قبل وزارة الزراعة وسلطات معنية أخرى لمكافحة الجراد هي من "أفضل الطرق العلمية لمكافحته".
وزير الزراعة وزير البيئة إبراهيم الشحاحدة قال إن "الوزارة شكلت فرق مكافحة مجهزة بمعدات مرشات، وخزانات محملة على طائرات سلاح الجو الملكي، إضافة إلى فريق إعلامي للمساعدة في استقصاء الأحداث، والتواصل مع الأرصاد الجوية لمعرفة حركة الرياح والتعريف بماهية هذه الحشرة".
منظمة "فاو"، التي اعتبرت الجراد من أخطر الآفات التي تهدد الإنسان في إنتاجه الزراعي وغذائه وقوته، حذّرت في 15 فبراير من أن تزايد انتشار أسراب جراد في السودان وإريتريا بسرعة على طول جانبي البحر الأحمر إلى السعودية ومصر في تهديد محتمل للمحاصيل والأمن الغذائي.
وقالت المنظمة إن "عمليات المكافحة عالجت 200 ألف فدان منذ ديسمبر منها نحو 74 ألف فدان في الأسبوعين الأخيرين بمصر وإريتريا والسعودية والسودان"، وفق ما نقلته رويترز.
وعقدت فاو اجتماعاً في الأردن 17 فبراير مع دول متأثرة من أسراب الجراد، بحثت تفشي الجراد الصحراوي في دول مطلة على البحر الأحمر متأثرة بهذه الآفة المدمرة للمحاصيل الزراعية.
المملكة