تدلّى سقف قاعة في المدرسة التابعة للأونروا في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة نتيجة الضربة الإسرائيلية على المدرسة التي أوقعت عشرات الشهداء ليل الأربعاء الخميس، بينما كان فلسطينيون يجولون في المكان وهم لا يزالون تحت هول الصدمة.
لجأ فيصل ثابت إلى المدرسة بحثا عن الأمان، لكنه واجه رعب قصفها بغارة من الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس.
قال "لقد استهدفت الضربة أناسا مدنيين بسطاء، ليس لهم أي علاقة بأي شيء".
وأضاف "تمت الغارة بدون تحذير، لماذا؟ ماذا فعلنا لكي يقصفوننا؟".
وكان يقف أمام الخرسانة المتدلية من سقف أحد الصفوف بعمود من حديد التسليح، وتابع "هربنا من مكان إلى آخر، لا يوجد مكان آمن، لا المدرسة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) آمنة ولا خيمة آمنة ولا مكان آمنا".
وأشار إلى أنه الاستهداف الثاني للمدرسة التي يستخدمها النازحون في مخيم النصيرات للاجئين.
وتدلت كتل إسمنتية من مبنى المدرسة التي قصفت، وفي إحدى الزوايا بركة من الدماء، وبقع على الركام وفرش النازحين، وكان شبان يرمون الركام إلى أسفل المبنى فيما سيطر الوجوم والصدمة على الموجودين.
وتفقد أشخاص يرتدون سترات الأونروا الأضرار التي لحقت بمبنى المدرسة التي طليت جدرانها باللون الأزرق المميز لمدارس الأمم المتحدة.
وشاهد صحفي في وكالة فرانس برس عشرات الأشخاص يبكون وسط الشهداء، ووقف رجال ونساء حول طفل استشهد بعد وضعه على نقالة ملطخة بالدماء وقد لف ببطانية.
وفي مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح القريبة، مددت جثامين ضحايا على الأرض بينما كان أفراد من عائلاتهم يبكون وآخرون يؤدون صلاة الجنازة عليهم، ووضعت جثامين أخرى في شاحنة صغيرة.
وقال الطبيب خليل الدقران الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى "إن الغارة أسفرت عن استشهاد 37 شخصا وإصابة 60 آخرين، العديد منهم في حالة حرجة".
وأضاف "نحن في وضع مأسوي للغاية لأنه لا يوجد مكان داخل المستشفى لاستقبال مزيد من المصابين".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن الخميس أن "طائرات مقاتلة نفذت ضربة جوية دقيقة مميتة" على مدرسة تابعة للأونروا في وسط غزة قال إنها تؤوي "مجمعا لحماس" في منطقة النصيرات.
وأكد الدقران أن "المستشفى كان يعمل بأربعة أضعاف طاقته السريرية، وأن عدد الشهداء قد يرتفع في الساعات المقبلة".
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عبر منصة إكس "تعرضت مدرسة أخرى تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ، لهجوم، هذه المرة في النصيرات في المنطقة الوسطى، تعرضت للقصف من قبل قوات (الاحتلال) الإسرائيلي خلال الليل من دون سابق إنذار للنازحين أو للأونروا".
وأوضح أن المدرسة كانت تؤوي 6 آلاف نازح عندما تعرضت للقصف.
وشدد على أن "استهداف مباني الأمم المتحدة أو استخدامها لأغراض عسكرية لا يمكن أن يصبح القاعدة الجديدة".
وقال الجريح سلمان مقادمة إثر مغادرته المستشفى "كنا نائمين، كانت الساعة الثانية صباحا عندما وجدنا السقف والحيطان والشبابيك تسقط علينا".
وأضاف "لم يكن هناك أي تحذير في شأن القصف الذي كان فوق رؤوسنا، تستهدف المدرسة دائما وسبق أن استهدفت قبل 10 أيام وقتل فيها 11 شخصا، وقبل شهر رمضان استشهد هنا أيضا ثلاثة أشخاص".
وقال النازح زياد القطراوي إن "الشهداء مدنيون فروا من منازلهم في الشمال وجاؤوا إلى هنا سعيا إلى حياة آمنة".
الغسيل كان لا يزال معلقًا على السور المتبقي خلف جمال فنونة، أحد النازحين من غزة أيضا.
تساءل "أين نذهب بعد ثمانية شهور؟ لقد طاردونا (جيش الاحتلال الإسرائيلي) وطلبوا منا أن نأتي إلى هذه الأماكن التي من المفترض أن تكون آمنة".
وتم تحويل العديد من مباني الأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة إلى ملاجئ للمدنيين، وذلك بسبب المساحة التي توفرها والاعتقاد بأن مباني الأمم المتحدة في منأى من أي استهداف.
وتقول الأونروا إن معظم مدارسها التي تؤوي نازحين تضررت بسبب الحرب، وبعضها دمر بالكامل.
وأفاد طبيب في مستشفى الأقصى بقصف آخر استهدف منزلا في مخيم النصيرات وأسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص على الأقل.
أ ف ب