في سوق خامل في مخيم الأزرق للاجئين السوريين، ووسط محال مغلقة عدة، يبدو ملحوظا نشاط أبو سرور التجاري وشعبيته بين الزبائن وسكان المخيم، بعدما امتد نشاطه التجاري إلى مختلف قرى المخيم.
يمتلك أبو سرور (30 عاما) الذي وصفه أحدهم بـ"بزنس مان"، 4 محال تجارية موزعة على قرى مختلفة داخل المخيم. يبيع الدراجات ويشكلها، والقطع الكهربائية والخردوات ومواد البناء البسيطة، بالإضافة إلى محل بقالة أو كما يصطلح السوريون على تسميته بـ"السمانة".
ينقسم مخيم الأزرق إلى أربع قرى، ولكل قرية سوقها الخاص الذي يضم مختلف أنواع المحال والبضائع
UNHCRأبو سرور الذي تعود جذوره إلى "الشام" وكان يسكن ريف دمشق، وصل إلى الأردن لاجئا في 2014، وكان مخيم الزعتري مستقره الأول، قبل أن ينتقل إلى مخيم الأزرق في 2016.
وسيلة النقل الوحيدة
بدأ أبو سرور نشاطه التجاري في المخيم بفتح محل للدراجات، مستغلا عدم السماح باستخدام السيارات للتنقل داخل المخيم، لتصبح الدراجات هي وسيلة النقل الوحيدة في المخيم، مما تسبب بتلقيه طلبا كبيرا لشرائها من محله.
يقوم أبو سرور والعاملون لديه، بتعديل وإعادة تشكيل أنابيب معدنية لصنع هياكل الدراجات لديه، فيما تجري أعمال النجارة اللازمة والتنجيد أيضا في إحدى زوايا المحل.
يعتمد سكان مخيم الأزرق الذي تمتد مساحته على 14.7 كيلومترا مربعا على الدراجات بمختلف أشكالها (الهوائية والمزودة بمحرك كهربائي والدراجات الثلاثية الملحقة بعربة)، لكن المشهد لا يصل لكثافة الاستخدام في مخيم الزعتري الذي يسميه بعض الأشخاص بـ"مخيم الدراجات" المستخدمة للتنقل بين أرجائه الممتدة على 5.3 كيلومترات مربعة.
يقع مخيم الأزرق للاجئين السوريين على بعد قرابة 100 كيلومتر شرق العاصمة عمّان، وتديره مديرية شؤون اللاجئين السوريين التابعة للأمن العام والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).
يشبه المخيم الذي أتم سنواته العشرة نهاية الشهر الماضي، قرية صغيرة فيها أسواق وعيادات ومدارس ومرافق أخرى يحتاجها اللاجئون، ويعيش فيه 42517 لاجئا في قرابة 9 آلاف "كرفان" يشكلون قرابة 6.7% من اللاجئين السوريين في الأردن المسجلين في المفوضية.
"أزرق أوبر"
يزود أبو سرور الدراجة بمحرك كهربائي قدرته 1500 واط، وبطارية 60 فولت، مع تركيب شاشة رقمية أمامية تظهر السرعة ومستوى الشحن في المحرك، ليبيعها بـ650 دينارا.
يبيع أبو سرور 5 أو 6 دراجات في الشهر الواحد لسكان المخيم، بالتقسيط، ويوضح عدم امتلاك أحد في المخيم على الدفع النقدي الكامل لثمن الدراجة، ويقول: "غالبا لدى كل بيت دراجة".
يقدم محله أو مشغله منتجا آخر يشبه العربة التي تسير على ثلاث عجلات مع صندوق أمامي أزرق لوضع الحاجيات والركاب أيضا، لتباع العربة التي تستخدم أحيانا في زفة العروسين، وتسمى بين السكان "أزرق أوبر" أو "ريكشا" أو "عرباية" بـ550 دينارا.
لا تبدو الحركة التجارية نشطة في المخيم، في ظل إغلاق العديد من المحال التجارية، وضعف الإقبال، وتركز الطلب على الخضروات، على عكس مخيم الزعتري الذي يتميز سوقه التجاري بالنشاط والصخب الملحوظين.
ينقسم مخيم الأزرق إلى أربع قرى، ولكل قرية سوقها الخاص الذي يضم مختلف أنواع المحال والبضائع، ويقدم برنامج الأغذية العالمي 15 دينار أردني للشخص الواحد شهرياً يمكن استخدامها لشراء الطعام من سوقين تجاريين كبيرين في المخيم.
توزع المحال التجارية البالغ عددها 388 بشكل مجاني للاجئين في المخيم وأردنيين من أبناء المجتمعات المحلية بدون العمل بها.
يوضح أحد موظفي المنظمات الإغاثية الأممية لـ"المملكة"، أن المخيم يضم كل أنواع المحال التجارية، والأولوية تعطى عند التوزيع للاجئين من ذوي الحالات الخاصة والصعبة لدعمهم.
وتقوم بعض المنظمات بدفع مبالغ بسيطة في بعض الأوقات لأصحاب المحال لدعم أعمالهم.
رغبة بمغادرة المخيم
يتمنى أبو سرور الذي يوظف قرابة 8 أشخاص في محاله التي يملكها بالشراكة مع آخرين، الخروج من المخيم بسبب "تراجع أعماله والحركة التجارية داخل المخيم التي تتركز على شراء الخضار".
رغبته في مغادرة المخيم، مقترنة ببقائه في الأردن، فهو "لا يود العودة إلى سوريا، لأن المعيشة هناك صعبة وأبو سرور مطلوب للخدمة في الجيش".
يتحدث أبو سرور الذي يعيش بصحبة والدته وزوجتيه وأطفاله الخمسة، عن انقطاع الأخبار والمعلومات عن والده منذ 2012 عندما كان معتقلا في سوريا.
"أهلييين أبو سرور"
في محل آخر، يبيع أبو سرور الذي يمكن ملاحظة شعبيته عند الترحيب به في السوق "أهلييين أبو سرور"، "مكيفا" بدائيا يقوم بصنعه وتشكيله قبل بيعه بسعر يتراوح بين 40 و50 دينارا لسكان المخيم الموجود في بقعة صحراوية ذات درجات حرارة مرتفعة.
يُصنع المكيف البدائي من صندوق خشبي مستطيل وحديد، ويحيطه الخيش والقش للمحافظة على الرطوبة، مع تركيب "مضخة نافورة" لتوزيع المياه على محيط الصندوق، فيما تعمل المروحة على توزيع الهواء البارد.
المملكة