قال أربعة مسؤولين أميركيين، إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات انتقامية الجمعة، في العراق وسوريا ضد منشآت مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني وجماعات تدعمها بعد هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة قرابة 40 آخرين.
ويُعتقد بأن الضربات ليست سوى موجة أولى من رد إدارة الرئيس جو بايدن على هجمات مطلع الأسبوع الماضي التي نفذها مدعومون من إيران.
ولم تستهدف الضربات الأميركية أي مواقع داخل إيران، لكن يرجح أن تذكي مخاوف تصاعد التوتر في الشرق الأوسط نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وقال الجيش الأميركي في بيان، إن الضربات قصفت أهدافا تشمل مراكز قيادة وتحكم ومنشآت لتخزين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة وكذلك منشآت لوجيستيات وسلاسل إمداد ذخيرة.
وأضاف الجيش، أن الضربات استهدفت 85 هدفا في 7 مواقع، أربعة في سوريا وثلاثة في العراق، وشملت استخدام قاذفات بي-1 طويلة المدى التي انطلقت من الولايات المتحدة.
واستهدفت الضربات فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني الذي له نفوذ قوي على جماعات متحالفة معه في الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان والعراق واليمن وسوريا.
وقال مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دوغلاس سيمز، إن الضربات كانت ناجحة على ما يبدو وأدت إلى انفجارات ثانوية كبيرة عندما أصاب القصف أسلحة المسلحين، على الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كان أي مسلحين قتلوا.
لكنه أضاف أن الضربات نُفذت مع العلم أنه من المحتمل أن يكون هناك قتلى بين الموجودين في المنشآت.
وأضاف أن الطقس عامل أساسي في توقيت العملية.
وقالت وسائل إعلام رسمية سورية الجمعة، إن "عدوانا أميركيا" على مواقع في صحراء سوريا وعلى حدودها مع العراق أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
المزيد من الضربات المتوقعة
كان الهجوم على قاعدة أميركية هو أول هجوم يسقط فيه قتلى في القوات الأميركية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول وشكل تصعيدا كبيرا في التوتر.
وقال مسؤولون أميركيون، إن الولايات المتحدة قدرت أن الطائرة المسيرة التي قتلت الجنود الثلاثة إيرانية الصنع.
وقال بايدن في بيان "ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها". وفي وقت سابق الجمعة، حضر بايدن وقادة في وزارة الدفاع مراسم وصول رفات الجنود الأميركيين الثلاثة إلى قاعدة دوفر للقوات الجوية في ديلاوير.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن بايدن أصدر تعليمات بالمزيد من التحرك ضد الحرس الثوري الإيراني وجماعات مرتبطة به.
وأضاف "هذه بداية ردنا".
لكن وزارة الدفاع قالت إنها لا تريد حربا مع إيران ولا تعتقد أن طهران تريد حربا كذلك، على الرغم من تزايد ضغوط الجمهوريين على بايدن لتنفيذ ضربة مباشرة على إيران.
وقال أوستن "لا نريد صراعا في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأميركية".
وانتقد روجر ويكر كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بايدن لتقاعسه في تكبيد إيران خسائر كبيرة بما يكفي والتأخر كثيرا في الرد.
وأضاف "أمضت إدارة بايدن ما يقرب أسبوعا في إبلاغ خصومنا بنوايا الولايات المتحدة بحماقة، مما منحهم الوقت للانتقال والاختباء".
وقبل الضربات الانتقامية الجمعة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؛ إن إيران لن تبدأ حربا لكنها "سترد بقوة" على كل من يستأسد عليها.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن إدارة بايدن لم تتواصل مع إيران منذ الهجوم.
ويساعد المستشارون الإيرانيون جماعات مسلحة في كل من العراق وسوريا، حيث تنشر الولايات المتحدة قرابة 2500 جندي في العراق، وفي سوريا يوجد 900 جندي أميركي.
وفي الآونة الأخيرة بدأ الحرس الثوري الإيراني في سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب موجة من الهجمات الإسرائيلية التي أسفرت عن سقوط قتلى.
وتعرضت القوات الأميركية لأكثر من 160 هجوما في العراق وسوريا منذ عملية السابع من تشرين الأول.
ويطلق الحوثيون في اليمن طائرات مسيرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر فيما يقولون إنه دعم للفلسطينيين ضد إسرائيل.
ووفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة استشهد ما لا يقل عن 26422 فلسطينيا وأصيب أكثر من 65087 في الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر.
مخاوف عراقية
قد تزيد هذه الضربات من تعقيدات وجود القوات الأميركية في العراق.
وقال الجيش العراقي إن الضربات استهدفت مناطق حدودية عراقية، وحذر من أنها قد تشعل عدم الاستقرار في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول في بيان "هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".
واتفقت بغداد وواشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات بخصوص مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع إطار زمني لانسحاب على مراحل للقوات وإنهاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال كيربي إنه تم إبلاغ الحكومة العراقية قبل شن الضربات الجوية.
وأعلنت كتائب حزب الله العراقية، التي تتهمها الولايات المتحدة بالمسؤولية عن هجوم الأيام الماضية على قواتها، الثلاثاء، عن أنها ستعلق هجماتها على القوات الأميركية.
لكن جماعة أخرى مدعومة من إيران هي حركة النجباء ذكرت أنها ستواصل شن الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة لحين انتهاء الحرب في غزة وخروج القوات الأميركية من العراق.
رويترز