بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مع وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان، الأحد، سبل تعزيز التنسيق وتفعيل جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية وانعكاسات القرار الأميركي بسحب القوات العسكرية من سوريا.
وأشار إلى أن الأردن يتشاور مع فرنسا وفي إطار المجموعة المصغرة من أجل وقف معاناة الشعب السوري، مؤكداً أن أولوية الأردن هي التوصل لحل سياسي يضمن وحدة سوريا واستقلاليتها ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها الرئيس في المنطقة.
"أولويتنا إنهاء الأزمة وعودة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا ليعود الأمن وتتبلور الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين إلى وطنهم، أضاف الصفدي موضحاً أن الأردن يتحمل عبء تلبية احتياجات مليون و300 ألف لاجئ سوري ويشجّع عودتهم إلى وطنهم بأسرع وقت ممكن"، وفق الصفدي.
وأوضح الصفدي أن عودة قاطني تجمّع الركبان إلى بلداتهم الحل الوحيد لهذه المسالة، مشيراً إلى أن كان هناك تعاونا أردنيا أميركيا روسيا ناجحاً في الجنوب الغربي.
"مستمرون بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومع فرنسا ومع روسيا الاتحادية من أجل تحقيق الحل السياسي بأسرع وقت ممكن"، وفق الصفدي.
وأكّد أن "الأردن وفرنسا شركاء رئيسيون في الحرب على الإرهاب وظلاميته وسنستمر في تعزيز هذا التعاون للقضاء على آفة الإرهاب الذي يمثل خطرا علينا جميعا".
"تعاوننا متنام في مجالات عديده تؤطره اتفاقات تم توقيعها في قطاعات النقل والاتصالات والطاقة والسياحة والثقافة وغيرها"، أضاف الصفدي.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حتى أكتوبر الماضي ما يزيد عن 400 مليون دولار أميركي، والاستثمارات الفرنسية وهي الأكبر حجما بين الاستثمارات الأجنبية غير العربية في الأردن.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قال إن "العلاقات مميزة بيننا والشراكة مصدر قوتنا في ظل التوترات التي تمر بها المنطقة وما يلفت انتباهي دوما الثقة بيننا وبالنسبة لبلدينا الأولوية استئصال تنظيم الدولة الإرهابي المعروف بـ (داعش)".
وأشار لودريان إلى أن "الحل السياسي للأزمة السورية هو المخرج الوحيد"، موضحاً أن فرنسا "ستبقى تساعد الأردن بظل استقباله لآلاف اللاجئين السوريين".
"اعتقد أن شروط السلام في سوريا حددت وهي عملية انتخابية تتم بشفافيه، والسوريون هم من يختارون رئيسهم ويقررون مستقبلهم"، أضاف لودريان.
وفي رده على المملكة، قال الوزير الفرنسي إن "صفقة القرن ليست على الطاولة وهي مجرد إعلانات ونعمل على الوصول لحل الدوليتن وتكون القدس عاصمة للدولتين".
وأكّد الصفدي أن اللقاءات الثلاث التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون "أوجدت آفاقا أوسع لتطورها وترجمتها تعاونا مثمرا".
وأضاف أن الأردن متفق مع فرنسا على "أن غياب آفاق الحل يعني غياب الأمل وتجذر اليأس والإحباط وبالتالي خطر تفجر الأوضاع مع كل ما يحمله ذلك من تهديد للأمن الإقليمي".
"سنعمل معا، وبشراكة مع المجتمع الدولي، على إيجاد أفق سياسي للتقدم نحو حل الدولتين الذي تقوض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فرص تحقيقه"، وفق الصفدي.
وأشار إلى أن السلام الشامل ضرورة إقليمية ودولية وطريقه واضحة، مستندة على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ورحّب الصفدي بمواقف فرنسا المؤيدة لحل الدولتين ومؤتمر باريس للعام 2017 والقرار 2334 الذي كان لها الدور الرئيس في التوصل إليه والذي أكد بوضوح دعمها لحق الفلسطينيين في الحرية والدولة ليتحقق السلام الشامل الذي نريد جميعا.
المملكة