خلصت مدونة نشرها البنك الدولي إلى أن الأردن سجل "أعلى" معدلات التدخين في العالم، مشيرا إلى أن 24% من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 عاما هم من المدخنين الحاليين في المملكة، وهو أمر اعتبرته المؤسسة المالية "مثيرا للقلق".
وأشارت المدونة التي استندت إلى تقارير لمنظمات دولية ونشرت حديثا، إلى أن الأردن فيه "أكثر من 6 من كل 10 رجال (و41% من إجمالي السكان البالغين) يعاودون التدخين"، لافتا النظر إلى أن المملكة سجلت المركز الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معدلات التدخين.
وحذرت "من المثير للقلق أن 24% من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما هم من المدخنين الحاليين، وهو اتجاه قد يتفاقم مع الاستخدام المتزايد للسجائر الإلكترونية ... الشائعة بين الشباب".
ويرتبط تعاطي التبغ والتدخين بحالة وفاة واحدة تقريبا من كل ثماني وفيات في الأردن، بحسب المدونة التي قالت إن التدخين "يكلف الأردن ما يقدر بقرابة 2.67 مليار دولار في صورة نفقات للرعاية الصحية ومقابل فقدان الإنتاجية".
وتحدثت المدونة عن محاولة نصف المدخنين الحاليين في الأردن "التوقف عن التدخين في الاثني عشر شهرا الماضية، وشاهد 50% من البالغين معلومات عن مكافحة التدخين في أجهزة التلفزيون أو استمع إليها على أجهزة المذياع".
لكن المدونة أشارت إلى أن "المعرفة بمخاطر التدخين لم تؤد إلى تغيير دائم في السلوكيات"، متحدثة عن "حاجة إلى المزيد من الحلول القائمة على الأدلة والشواهد التي تأخذ في الاعتبار العوامل المختلفة التي تشكل سلوكيات التدخين".
ولفتت النظر إلى أن "أشد الناس فقرا في الأردن هم من بين أكثر الناس تأثرا بتعاطي التبغ والتدخين، وهم الأكثر استفادة من التخلي عن هذه العادة".
وسلط وزير الصحة فراس الهواري، الضوء على أهمية "الشراكة المثمرة" مع البنك الدولي والتعاون في تنفيذ برامج تدريب مشتركة لبناء قدرات المهنيين وتعزيز اعتماد الحلول الرقمية ومبادئ الاتصال والتواصل لإحداث تغيرات سلوكية واجتماعية، ورفع الوعي العام بين الجماهير حول مخاطر التدخين، على ما ذكرت المدونة.
وأصبحت الحلول الرقمية "ضرورة في ممارسات الصحة العامة، لا سيما، في الأنشطة التي تستهدف تغيير سلوكيات الشباب لتشجيعهم على الإقلاع عن التدخين وزيادة الوعي بأهمية تبني نمط حياة صحي" وفق المدونة.
وعقدت وزارة الصحة والبنك الدولي ورشة عمل لبناء القدرات لممثلين عن الحكومة الأردنية والمنظمات الدولية والجامعات المحلية والمنظمات غير الحكومية لتعليم المشاركين كيفية استخدام الأدوات اللازمة لتنفيذ مشروعات تستند إلى مبادئ سلوكية لدعم جهود مكافحة التبغ والتدخين مع رؤى سديدة مستمدة من العلوم السلوكية.
وأتاحت ورشة العمل فرصة للمشاركة في خلق أفكار وأنشطة مبتكرة، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الرقمية مثل روبوتات الدردشة والإنصات الاجتماعي، لجعل الحياة بدون تبغ وتدخين في الأردن أكثر سهولة وفائدة.
وانخرط المشاركون بشكل مباشر مع الشباب الذين يحاولون بجدية الإقلاع عن التدخين والأطباء الذين يقدمون خدمات الإقلاع عن التدخين للوصول إلى الحلول المنشودة. وتستند بعض هذه الحلول إلى نماذج رائدة من الشخصيات المعروفة للمساعدة في معالجة الخوف من الإخفاق عند الإقلاع عن التدخين، وربط ممارسة الرياضة بالاتجاهات التي تدعو إلى مكافحة التدخين بهدف التأثير على الشباب.
وتطرقت المدونة إلى أن لدى الأردن "العديد من الفرص غير المستغلة لتعزيز مكافحة التبغ والتدخين"، وقال "في أماكن أخرى، حققت الإجراءات والأنشطة التدخلية التي تستند إلى مبادئ سلوكية مثل تسليط الضوء على قصص الأقران ودعم الإقلاع عن التدخين برسائل نصية تحفيزية نجاحا في تعزيز أنماط الحياة الصحية والحد من تعاطي التبغ والتدخين. ويمكن أن تؤدي قصص النجاح التي يتم سردها في نهاية المطاف إلى انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة، وتحسين جودة الهواء، وتحسين الاقتصاد".
المملكة