قال الاتحاد الأوروبي، إن الحرب الروسية في أوكرانيا "تهدد" المشروع الذي بُنيت عليه فكرة الاتحاد بـ "الحفاظ على السلام والاستقرار" في القارة الأوروبية.
وفي مقابلة خاصة مع "المملكة"، أكد الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، أن الاتحاد لا يمكن أن يبقى "مكتوف الأيدي" أمام الحرب الروسية في أوكرانيا التي بدأت في 24 شباط/فبراير 2022، مشيرا إلى أن الاتحاد، ومنذ اندلاع الحرب، اتخذ "قرارات غير مسبوقة"، سواء أكانت مرتبطة بالعقوبات أو بالمساعدات الإنسانية، أو بالدعم العسكري المباشر لكييف للدفاع عن نفسها أمام "العدوان الروسي".
وأوضح بوينو إلى أن الاتحاد الأوروبي استخدم "لأول مرة" أدوات لم يكن يتصور أحدا أن تستخدم في يوم من الأيام؛ مثل الدعم العسكري المباشر، أو توفير تمويل لتدريب الجيش الأوكراني، مؤكدا استمرار الاتحاد في الضغط على روسيا لإنهاء ما أسماه بـ "الحرب العبثية".
وأكد أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا هي "الأشدّ في تاريخها"، بعد اعتماد 10 حزم من العقوبات، منها على سبيل المثال تجميد 50% من احتياطيات البنك المركزي الروسي، وحظر تصدير المنتجات الروسية باتجاه الاتحاد؛ بما في ذلك المنتجات النفطية.
وأشار بوينو إلى أن "هذه العقوبات صارمة وتأثيرها على روسيا واضح جدا"؛ مبينا أن هذه العقوبات أدت إلى إلحاق خسائر بشركات روسية مثل غازبروم؛ التي "خسرت نحو 49% من مبيعاتها من النفط".
وبين أن روسيا "خسرت أفضل سوق لاستيراد المنتجات النفطية في العالم - الاتحاد الأوروبي - بين ليلة وضحاها".
وقال إن العقوبات الأوروبية "العميقة" أدت إلى هروب أكثر من ألف شركة دولية من روسيا خلال الأشهر الماضية، ومنعت الشركات المتبقية من الاستفادة من منتجات تكنولوجية تعتمد عليها بشكل كبير وتستوردها بشكل أساسي من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة؛ ما أدى في المحصلة إلى "انكماش الاقتصاد الروسي".
وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن الاتحاد الأوروبي تسليم أسلحة لأوكرانيا وأرسلت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية.
وأوضح "تأثير هذه العقوبات سيراها العالم في الفترة المقبلة"، مؤكدا أن الاتحاد مستمر في اتخاذ هذه العقوبات "طالما تعتدي روسيا على أوكرانيا بهذه الطريقة".
وتابع بوينو أن الحرب الروسية الأوكرانية في تقدير القادة والشعوب الأوروبيين "نقطة تحول جيوسياسية" في تاريخ الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى "مخاوف وقلق من احتمالية اندلاع حرب في القارة الأوروبية في دول شرقية".
وفي 24 شباط/فبراير الحالي، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار حظي بغالبية واسعة الخميس بانسحاب "فوري" للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام "عادل ودائم" عشية الذكرى السنوية الأولى للحرب.
ومن إجمالي 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، حصل القرار غير الملزم على تأييد 141 دولة مقابل اعتراض سبع دول (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية ومالي ونيكاراغوا وإريتريا)، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.
- الاعتماد على الطاقة الروسية "غير مقبول" -
وعن اعتماد الاتحاد على موارد الطاقة الروسية، أشار إلى وجود "وعي واسع جدا" في أوروبا منذ بداية الحرب، بأن هذا الاعتماد الكبير من الاتحاد الأوروبي على الطاقة الروسية أصبح "غير مقبول"، موضحا أنه "لا يمكن لأوروبا أن تعتمد على دولة تمتلك أسلحة نووية وتعتدي على دولة أخرى".
وأكد بوينو أنه "جرى اتخاذ تدابير غير مسبوقة في هذا السياق"؛ مضيفا أن ألمانيا انتقلت من الاعتماد بنسبة 50% على النفط والغاز الروسي إلى الاعتماد بنسبة صفر، وأن الاتحاد الأوروبي تخلص بنسبة 100% من النفط الروسي من خلال "حظر استيراده بشكل كامل".
وفيما يتعلق بالغاز، قال إن "الاتحاد الأوروبي في طريقه للتخلص من إمدادات الغاز الروسية"، موضحا أن الاتحاد "أمام نقطة تحول على صعيد الطاقة، ومشكلته في "كيفية المضي قدما في تنويع مصادر الطاقة في السنوات المقبلة".
المملكة