رأى محللون سياسيون، أن زيارة وفد برلماني عربي لدمشق مؤشر لإعادة العلاقات العربية مع سوريا وجامعة الدول العربية، بعد نحو 12 عاما من تجميد عضويتها.

وتوقع أساتذة العلوم السياسية أيمن البراسنة، ووليد العويمر، وحسن المومني لـ"المملكة" تحسن العلاقات الأردنية السورية في الفترة المقبلة.

وقال البراسنة، إن زيارة وفد من الاتحاد البرلماني العربي الذي ضم رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، مؤشر على إعادة العلاقات العربية مع سوريا.

وأضاف البراسنة، أنّ الزيارة كانت في غاية الأهمية، حيث كانت إحدى توصيات مؤتمر الاتحاد بتشكيل وفد برلماني عربي لزيارة دمشق.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة استعادة العلاقات العربية مع سوريا، حيث إنّ الأردن معني في هذه الجهود الرامية إلى محاولة التواصل مع الحكومة السورية.

وتحدث عن أن أهمية الزيارة التي تأخذ عدة أبعاد، منها محاولة إيجاد مخرج سياسي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 22/54، ومحاولة كسر العزلة المفروضة على سوريا، ومحاولة دبلوماسية نشطة لإعادة سوريا إلى "الحاضنة العربية، لافتًا إلى وجود زخم لإعادة العلاقات مع سوريا من عدة أطراف (الأردن، ومصر، والإمارات، والعراق، ولبنان، وليبيا).

جامعة الدول العربية

واعتبر البراسنة، أن الزيارات الدبلوماسية لسوريا خطوات هادئة لإعادة العلاقة مع الحكومة السورية، ما "قد يتضمن في القريب العاجل إعادة عضوية سوريا إلى جامعة الدول العربية".

وطالب مسؤولون في مؤتمر اتحاد البرلمان العربي الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد، بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومنها رئيس البرلمان المصري والعراقي وفق البراسنة.

وأشار إلى أن إعادة سوريا للحاضنة العربية محفوفة بالمخاطر، لافتا إلى وجود بعض المحاذير خصوصا العقوبات الغربية المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر" الذي نفذته الولايات المتحدة بمعاقبة كل الكيانات والمنظمات التي تتعامل اقتصاديا مع الحكومة السورية.

وتابع: "الولايات المتحدة حذرت أكثر من مرة أن إعادة العلاقات مع سوريا يجب التريث بها، وإعادة العلاقات بشكل كامل مع الحكومة السورية غير وارد".

وأوضح، أن الاحتمالية الآن تبدو ممكنة، ويمكن البناء على زيارة البرلمان العربي لسوريا، خصوصا أن الوفود العربية المشاركة تمثل دولا إقليمية مهمة في الأزمة السورية، وأطرافا فاعلة، وإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في المدى القصير.

العويمر، وهو المختص في الشؤون العربية والدولية، قال، إن سوريا قد تعود إلى مقعدها في الجامعة خلال القمة المقبلة.

وأشار إلى أن زيارة الوفود البرلمانية العربية إلى سوريا هي مقدمة، مبينا أن الظروف أصبحت مهيئة لذلك.

ورأى أن "زيارة الوفد البرلماني العربي إلى سوريا ستتبعها تتويج لعودة سوريا".

من جانبه بين المومني، أن كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا سرع مع عملية عودة سوريا إلى مقعدها.

وأشار إلى أن درجة تواصل دول عربية مع سوريا ارتفعت؛ الأمر الذي قد يسرع من عودتها إلى مقعدها.

علاقات أردنية/سورية

البراسنة أوضح، أن للأردن مصلحة استراتيجية في استقرار الأوضاع في سوريا، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين لبلادهم.

وقال، إنّ العلاقات الأردنية السورية استراتيجية رغم العبء الذي شكلته منذ الأزمة السورية في 2011 على الأردن من حيث العلاقات السياسية التي توترت مع سوريا. وأيضا بفعل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن؛ بسبب اللجوء السوري.

ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، منهم 671.148 لاجئا مسجلا لدى الأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن ودول مجاورة؛ حيث يثقل كاهل الأردن من حيث البنية الاقتصادية والتحتية والتعليمية والصحية" وفقا للبراسنة، مشيرا إلى وجود مصلحة استراتيجية في استقرار الأوضاع في سوريا لعودة اللاجئين إلى بلادهم؛ حيث إنّ العلاقات السورية الأردنية مرت عبر 10 سنوات بتوتر بسبب الأزمة السورية.

وبين أن "الأردن معني أكثر من الدول الأخرى بالأزمة؛ بسبب الحدود التي تربطهما" مبينا أن العلاقات شهدت محاولات أردنية سورية متبادلة لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

ولفت النظر إلى أن الأردن يأمل من خلال العلاقات والزيارات رفيعة المستوى بإعادة العلاقات مع سوريا، وكسر العزل السوري إقليميا وعربيا؛ تمهيدا لاتخاذ خطوات على الصعيد الدولي، قائلا: "العلاقات السورية الأردنية تشهد تحسنا في الأونة الأخير".

كما رأى البراسنة، أن زيارة رئيس مجلس النواب، أحمد الصفدي، إلى سوريا تؤدي دورا مهما في تقريب وجهات النظر؛ حيث إنّ المواقف الأردنية تأتي بالتناغم مع المواقف العربية.

من جانبه، رأى العويمر أن الزيارات الدبلوماسية الأردنية إلى دمشق ستكون لتوقيع اتفاقيات ستؤسس للمزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

ولكنه أشار إلى أن العلاقات بين الأردن وسوريا لم تقطع، لكنها خففت إلى أدنى مستوياتها بعد حرب 2011، لافتا النظر إلى أن السفارة السورية في عمّان والسفارة الأردنية في دمشق استمرا في العمل.

ورأى المومني، أن العلاقات تتطور في سياق طبيعي، مبينا أن سوريا شريك تجاري تاريخي للأردن.

وتوقع أن يكون للاستقرار في سوريا فوائد على المدى المتوسط والبعيد.

"حلحلة الأمور"

واعتبر البراسنة، أن زيارة وفد من الاتحاد البرلماني العربي محاولة "(لحلحلة الأمور)، وإعطاء إشارات للمجتمع الدولي إلى عودة سوريا إلى الحاضنة العربية".

وقال:" ما حدث في سوريا أثر على جميع الدول في الشرق الأوسط".

وأشار العويمر إلى أن الزيارة جاءت تدعيما لمكالمة جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس السوري بشار الأسد معزيا بالزلزال، ثم الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الخارجية أيمن الصفدي.

وبين أن زيارة رئيس مجلس النواب سيبنى عليها كثيرا في تقريب وجهات النظر في اتفاقيات ومعاهدات مستقبلية.

ورأى أن "الأرضية جاهزة لإعادة العلاقات الأردنية السورية بشكل جيد جدا .. كلا الجانبين مستفيد من العلاقات من الجانب الاقتصادي والسياسي والأمني".

وبين المومني أن زيارة الوفد الأردني البرلماني إلى سويا بالأهمية بما كان، وهي من ضمن خلفية حراك أردني متواصل ضمن الدبلوماسية الأردنية المشهود لها بالفعالية التي يقودها جلالة الملك في القضايا العربية.

وقال، إن كارثة الزلزال فتحت فرصة دبلوماسية لتقوية العلاقات مع الجانب السوري.

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، وفدا من الاتحاد البرلماني العربي المشارك في مؤتمر الاتحاد الذي اختتم أعماله في بغداد، ضم رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي.

المملكة