اعترفت إيران، السبت بإسقاط طائرة مدنية أوكرانية، "بالخطأ" وقدّمت اعتذاراتها مشيرةً إلى مسؤولية "نزعة المغامرة الأميركية" في هذه المأساة التي أدت إلى مقتل 176 شخصاً.
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنّ تحقيق الجيش بشأن الحادثة توصل إلى أن الصواريخ التي أسقطت الطائرة من طراز بوينغ 737 أطلقت بـ"خطأ بشري... لا يغتفر".
وأمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي القوات المسلحة الإيرانية بمعالجة أوجه "التقصير" لمنع تكرار ما حصل.
وجاء اعتراف طهران بعدما أصرّ المسؤولون لديها في وقت سابق على نفي التهم الغربية بأن الطائرة التابعة للخطوط الأوكرانية الدولية أُسقطت بصاروخ أطلق خطأ.
ووقع الحادث بعد ساعات من ضرب إيران صواريخ استهدفت قاعدتين عسكريتين في العراق، يتمركز فيهما جنود أميركيون، رداً على قتل واشنطن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد.
وكان معظم ركاب الطائرة من حملة الجنسيتين الإيرانية والكندية، لكن بعضهم كان من أوكرانيا وأفغانستان وبريطانيا والسويد.
كندا
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إنّ على إيران تحمل المسؤولية كاملة ومحاسبتها على إسقاط طائرة ركاب أوكرانية ومقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا بينهم 57 كنديا.
وأضاف ترودو في مؤتمر صحفي "ما أقرت به إيران في غاية الخطورة. إسقاط طائرة مدنية أمر مروع. يجب أن تتحمل إيران المسؤولية كاملة".
وتابع: "كندا لن تهدأ قبل المحاسبة وتحقيق العدالة وإنهاء الأمر وهذا ما تستحقه العائلات" في إشارة لعائلات الضحايا.
أوكرانيا
قال رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي هونشاروك إنّ أوكرانيا ستدفع 8350 دولارا، عن كل راكب إلى عائلات ضحايا الطائرة التي تحطمت.
وأضاف هونشاروك أنّ شركة الخطوط الدولية الأوكرانية ستدفع تعويضات لعائلات أفراد طاقم الطائرة الذين لقوا حتفهم في الحادث. ولم يتسن بعد الوصول للمتحدثة باسم الشركة للتعقيب.
وأشار إلى أنّ دبلوماسيين أوكرانيين يعكفون على دراسة سبل الحصول على تعويضات من السلطات الإيرانية.
بريطانيا
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إنّ إقرار إيران بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية من طريق الخطأ، ما أدى إلى مقتل 176 شخصا كانوا يستقلونها، "خطوة أولى مهمة".
وقال في بيان صدر عن مكتبه "سنبذل كل ما في وسعنا لدعم عائلات 4 ضحايا بريطانيين، وضمان حصولهم على الأجوبة، وطي الصفحة بالشكل الذي يستحقونه".
وأضاف جونسون أن بريطانيا ستعمل من قرب مع كندا وأوكرانيا وغيرهما من الشركاء الدوليين لضمان إجراء "تحقيق دولي شامل وشفاف ومستقل وإعادة جثث القتلى".
وأوضح أن "هذه الحادثة الأليمة تؤكد أهمية خفض تصعيد التوتر في المنطقة".
وشدد على "أهمية مضي جميع القادة قدمًا بالمسار الدبلوماسي".
روسيا
اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن على إيران ان "تستخلص العبر" من الكارثة، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إنترفاكس".
وقال "في حال لم يثبت فك شيفرات الصندوقين الأسودين وعملية التحقيق بأن الجيش الإيراني قام بذلك عمداً، وهو أمر لا مبرر منطقيا له، فيجب طي صفحة الحادثة على أمل أن يكون تم استخلاص العبر".
الاتحاد الأوروبي
استنكر الاتحاد الأوروبي في بيان الحادثة، مضيفا أن التكتل "يتوقع أن تواصل إيران تعاونها الكامل وتجري تحقيقا شاملا وشفافا يحترم المعاير الدولية، بشأن وقائع هذه الكارثة".
فرنسا
اعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أنه "من المهمّ اغتنام هذه اللحظة لإعادة فتح المجال امام المحادثات والمفاوضات"، بشأن الملف النووي الإيراني.
وقالت إن "الدروس التي يجب أن نتعلمها من سلسلة الأحداث المأسوية التي شهدناها في الأيام الأخيرة، منذ أواخر العام 2019، هي أنه يجب وضع حدّ لهذا التصعيد".
ألمانيا
اشادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل باقرار ايران بإسقاط الطائرة الاوكرانية، داعية الى تحقيق معمق في الكارثة.
وقالت ميركل من موسكو "ان تعرف هوية المسؤولين (عن الحادث) هو امر جيد واعتقد انه ينبغي القيام بكل شيء بالتعاون مع دول المواطنين (الضحايا) بهدف ايجاد حلول وكشف (الامور) في شكل معمق ومناقشة التداعيات. اليوم، تم اتخاذ خطوة مهمة".
السويد
دعا رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن إلى "إدانة هذا العمل وتحمّل إيران كامل المسؤولية عن جميع المتأثرّين" بالحادثة.
وأفاد في بيان "تقول إيران إن الطائرة أسقطت عن طريق الخطأ. يشكّل هذا الإعلان أساسًا لتحقيق كامل وشفاف يجب أن يسلّط الأضواء على جميع الظروف المحيطة بالحادثة".
وقال "نطالب بأن تتعاون إيران بشكل حر في إطار التحقيق وبأن يُسمح للدول المتأثرة المشاركة باستخدام كفاءاتها الوطنية وإبلاغها بشكل كامل (بتفاصيل) التحقيق".
وصرّحت وزيرة الخارجية آن ليند عبر تويتر "إسقاط طائرة مدنية، وإن لم يكن متعمداً، هو أمر يستحق الإدانة. نريد من إيران أن تتعاون بشكل كامل مع التحقيق".
افغانستان
عبر المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي عن "مشاعر الحزن (تضامنا) مع عائلات وأصدقاء الارواح البريئة" التي قضت، لافتا إلى أن "من بين الضحايا 13 افغانيا".
الوكالة الاوروبية للسلامة الجوية
اوصت الوكالة الاوروبية للسلامة الجوية، شركات الطيران الاوروبية بتفادي الاجواء الايرانية "حتى اشعار آخر".
وقالت الوكالة في بيان "استنادا الى كل المعلومات المتوافرة، فان التوصية في ظروف السلامة الراهنة تقضي بتجنب التحليق في الاجواء الإيرانية مهما كان الارتفاع حتى اشعار آخر، وذلك كاجراء وقائي".
وأوضحت الوكالة أن تعليماتها بتجنب الاجواء العراقية المجاورة لم تتبدل.
واضافت الوكالة "انه وضع يتطور في شكل كبير، وسيتم اجراء تقييم جديد مع المفوضية الاوروبية والدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل".
أ ف ب