تنحصر استفادة الأردن بنحو 10% فقط من كمية الهطل المطري سنوياً، إذ يتبخر الباقي بشكل مباشر، الأمر الذي يفاقم من التحديات المائية المزمنة التي تواجهها المملكة.
ولا يدخل السدود، التي يبلغ عددها 14 وتنتشر في مختلف مناطق الأردن، سوى ما يفيض عن مياه الأمطار، وفق أمين عام وزارة المياه والري، علي صبح.
ويزداد تبخر مياه الأمطار بسبب الجو الجاف ودرجة الحرارة المرتفعة وطبيعة طقس الأردن خاصة في السنوات الأخيرة.
وكاد الأردن أن يصل إلى حد الجفاف في الموسم المطري الماضي إذ لم تصل نسبة التخزين في السدود إلى النصف، في وقت بلغت فيه نسبة الهطل المطري حتى نهاية أبريل نحو 6.34 مليار متر مكعب (م3)، بحسب الوزارة.
وقال صبح لموقع قناة المملكة الإلكتروني "إن نسبة الهطل المطري من المعدل السنوي طويل الأمد بلغت قبل نهاية أبريل من هذا العام نحو 77.3% أي ما يعادل 6 مليارات و340 مليون م3.
"كان الوضع المائي الموسم الماضي يرثى له حيث تجاوز مرحلة الجفاف بقليل، إذ يصل إلى حد الجفاف في حال انخفضت نسبة الهطل المطري عن %70. الاستخراج الجائر للمياه الجوفية يزيد الطين بلة"، يضيف صبح.
لكن تساقط الأمطار في نهاية أبريل أنقذ الموسم المطري ورفع نسبة الهطل إلى %86 من المعدل السنوي للأمطار، وفق وزارة المياه والري.
ويسهم ارتفاع معدلات التبخر المباشر لمياه الأمطار والضخ الجائر للمياه الجوفية في انخفاض المخزون المائي، في واحد من أفقر دول العالم مائياً.
وأفاد أمين عام سلطة وادي الأردن السابق سعد أبو حمور، بأن الأردن يحتاج إلى 200 مليون م3 على الأقل من المخزون المائي في السدود ليكفي احتياجات الشرب، وري المزروعات، والصناعة.
وانخفضت نسبة تخزين السدود هذا العام حيث بلغت 42% من سعة السدود، أي نحو 144 مليون م3 مقارنة بالعام الماضي، إذ استقبلت السدود 163 مليون م3 بنسبة 50% من سعتها التخزينية، بحسب صبح.
ووفقا لمختصين، تصل معدلات التبخر في المناطق الجبلية في الأردن سنويا 75% وفي المناطق الصحراوية إلى 97%، في حين تصل كميات الأمطار التي تهطل إلى أقل من 200 مليمتر في 91% من مساحة المملكة، على عكس مناطق في دول مجاورة إذ تصل إلى 1800 مليمتر.
دانة الإمام ساهمت في إعداد هذا التقرير.
المملكة