أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الثلاثاء، أن الحلف يتابع عن قرب المفاوضات الجارية بشأن خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا، مشيدًا بدور واشنطن في دفع العملية قدمًا.
وقال روته، في مؤتمره الصحفي قبيل اجتماع وزراء خارجية الناتو في بروكسل، إن "أي عنصر يتعلق بالناتو في أي اتفاق سلام سيتم التعامل معه بشكل منفصل وبمشاركة الحلف"، موضحا أن المقترحات الأميركية تمثّل نقطة انطلاق ضرورية.
وأضاف "من الجيد أن الولايات المتحدة وضعت مقترحات. يجب أن تبدأ من مكان ما. يجب أن تكون هناك مقترحات على الطاولة. وكما تعلمون، جرت محادثات في جنيف، ومحادثات قبل يومين في ميامي مع الجانب الأوكراني، واليوم تجري محادثات مع الجانب الروسي. نحن نتابع ذلك عن كثب، وأرى أنه من المهم جدًا أن تقود الولايات المتحدة هذه الجهود لإنهاء هذه الحرب الرهيبة".
وأوضح أن أي قضايا تتعلق بالناتو ضمن اتفاق محتمل "ستُعالج بشكل منفصل، وبالطبع سيشارك الناتو فيها"، مجددًا دعم الحلفاء للجهود الأميركية من أجل التوصل إلى "سلام عادل ودائم" في أوروبا.
وأضاف "من الواضح أننا نريد للحرب أن تنتهي، ولكن مع بقاء أوكرانيا دولة ذات سيادة، وفي وضع يمنع روسيا من محاولة مهاجمتها مجددًا. هذا أمر أساسي".
وردًا على سؤال حول المفاوضات التي يقودها فريق المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في موسكو، قال روته: "نحن ننسّق عن كثب مع الأميركيين، وبالطبع مع الأوكرانيين، بشأن هذا الجهد المتعلق بالسلام. وقد بدأ الأمر عندما كسر الرئيس ترامب الجمود من خلال انخراطه مع الرئيس بوتين في شباط، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل باستمرار على هذا الأمر. نحن جميعًا أفضل حالًا لذلك، لأن الرئيس الأميركي وحده كان قادرًا على كسر هذا الجمود في النهاية، وقد فعل".
وأشار إلى أن المحادثات "ما تزال في بدايتها"، وأن من الصعب التنبؤ بنجاحها، لكنه شدد على أن الناتو والأوكرانيين والأميركيين "يبذلون كل ما في وسعهم من أجل إنهاء هذه الحرب".
وحول احتمال أن يُستبعد الناتو من العملية التفاوضية، أكد الأمين العام أن التنسيق قائم بشكل وثيق مع واشنطن، قائلا "نحن نضمن أن أي شيء يتعلق بالناتو يُعالَج بشكل منفصل. ونعمل بتنسيق وثيق مع الأميركيين لضمان أن يكون الحلف جزءًا من كل ما يرتبط به في الاتفاق".
وفي معرض تعليقه على احتمال أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق على حساب أوكرانيا أو أوروبا، قال روته "لدي ثقة كاملة في ما يحاول الأميركيون تحقيقه. رأيتم ويتكوف وجاريد كوشنر وماركو روبيو في جنيف وميامي يعملون مع الأوكرانيين. إنهم في حوار مستمر مع الروس، ويتشاورون مع الأوروبيين وداخل الناتو لضمان أن نكون جميعًا على الموجة نفسها. لست قلقًا بشأن السيناريو الذي وصفتموه".
وختم قائلاً إن الطريق نحو السلام "صعب ويحتاج إلى طرفين"، مضيفا "نحن نرى أن الأوكرانيين يريدون إنهاء هذه الحرب، ويقدّرون الجهد الأميركي، واليوم سنرى ما إذا كان الروس مستعدّين أيضًا للانخراط، فهذا ما يُختبر الآن".
المملكة
