تصدرت قضيتا القدس والجولان ملفات القمة العربية التي بدأت الأحد في تونس، تزامنا مع جهود جلالة الملك عبد الله الثاني وجولاته العربية والأوروبية لتجديد تأكيد الأردن، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، على حماية المدينة المقدسة، ورفض تغيير الوضع القائم فيها.
وفي كلمة الأردن قال الملك "إن الأردن مستمر في دوره التاريخي في حماية القدس والدفاع عنها".
كما أكد الملك أن "القضية الفلسطينية كانت وستـبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي (...) ويجب أن تبقى القضية العربية المركزية والأولى".
وبدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي طالب بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة.
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي يترأس القمة العربية في دورتها الحالية قال خلال الجلسة إن تسوية القضية الفلسطينية ينبغي أن تكون بناء على قرارات الشرعية الدولية، رافضا محاولات المساس بالقدس، ومشددا على أن الجولان أرض محتلة.
وكان الملك عبد الله الثاني قد أكد في لقاء جمعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في تونس قبل يوم واحد من انعقاد القمة، على أن "القدس خط أحمر"، مؤكدا أهمية نيل الشعب الفلسطيني حقوقه بإقامة دولة مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتواجه منطقة الشرق الأوسط تحديا جديدا بعد أن وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانا الأسبوع الماضي يعترف فيه بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.
الأردن أكد أكثر من مرة رفضه لقراري ترامب.
الملك قال في لقاء الأربعاء بملك المغرب، محمد السادس، إن "الدفاع عن القدس ومقدساتها وحمايتهم من كل محاولات تغيير وضعهم التاريخي والقانوني والسياسي ومعالمهم الدينية والحضارية والإسلامية والمسيحية أولوية قصوى".
وأكد الزعيمان على أن "الجولان أرض سورية محتلة، وقرار إسرائيل ضم الجولان المحتل هو قرار غير شرعي وباطل، ويشكل خرقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخصوصا قرارات مجلس الأمن".
وتأتي القمة في وقت تشهد الجزائر والسودان اضطرابات سياسية، وتواجه دول عربية ضغوطا دولية جراء الحرب في اليمن، وانقسامات أثارها نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط، وخلافا بين دول خليجية.
وقال مسؤولون عرب، إن تحول الموقف الأميركي من الجولان، والمطالب الفلسطينية بتأسيس دولة مستقلة في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة سيهيمنان على القمة.
وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل السبت، إن الوزراء العرب عبروا عن دعمهم لمقترح إعلان أن الخطوة الأميركية تنتهك ميثاق الأمم المتحدة الذي لا يسمح بالاستيلاء على الأراضي بالقوة.
وقال المتحدث باسم القمة محمود الخميري، إنه من المتوقع أن يجدد الزعماء التزامهم بالمبادرة العربية التي تدعو للسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من كل الأراضي التي احتلتها عام 1967، لكنهم سيرفضون أي مقترح لا يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
وكان الخميري يشير فيما يبدو إلى خطة سلام أميركية لم تعلن بعد يتولى إعدادها مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، ويرفض الفلسطينيون مناقشتها.
وقال معاونون لترامب، إن خطواته أثارت ردود فعل عربية أقل حدة مما توقعه خبراء.
وفيما يمكن لمعارضة إسرائيل أن توحد الدول العربية، فإن هناك خلافات بينها بشأن عدة قضايا منها النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف الجمعة إن "التهديد الإيراني هو التحدي الرئيسي أمام العرب".
وستكون القمة العربية في تونس أول مرة يلتقي فيها زعيما السعودية وقطر في الاجتماع ذاته منذ مقاطعة سياسية واقتصادية للدوحة قادتها الرياض في 2017.
ويتوقع أن لا يحضر رئيسا السودان عمر البشير، والجزائر عبد العزيز بوتفليقة القمة وسط احتجاجات مناهضة لحكومتيهما في البلدين.
وجُمدت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية منذ 2011؛ بسبب حملتها ضد المحتجين في بداية الحرب الأهلية. وقالت جامعة الدول العربية إن الدول الأعضاء لم تتوصل إلى إجماع بعد بشأن عودة سوريا إلى مقعدها.
المملكة + رويترز