بأوان وصحون وبقايا علب معلبات، يصطف أطفال ونساء ورجال في قطاع غزة، في طوابير، أملا منهم في الحصول على طعام المطابخ الخيرية الذي يقدم للنازحين، ولا يسد جوعهم في ظل النقص الحاد في المواد التموينية والطحين.

فالطحين والأرز والمعكرونة وكل أصناف المواد التموينية الأساسية مفقودة من الأسواق، وفي حال توفرها تكون بأسعار باهظة ولا يقوى الناس على شرائها في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يتعرض لها الجميع في القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات والعدوان المستمر منذ 14 شهرا.

وتقول أم فارس إنها وعلى مدار 3 أيام تصطف في طابور المطبخ ولكنها لم تتمكن من الحصول على شيء لكثرة الناس وقلة الزاد المتوفر بعد التهافت عليها لعدم تمكنهم من توفير قوت أولادهم، مشيرة إلى أنها وأطفالها الخمسة لم يحصلوا على الطعام منذ 3 أيام وأنهم يتضورون جوعا.

وتضيف أن الحصول على الطعام والطحين أصبح شبه مستحيل في ظل النقص الحاد في المساعدات.

النازح علاء أبو نصر (58 عامًا) وهو متزوج ولديه من الأبناء والأحفاد 45 شخصًا، قال إن أفراد عائلته يحتاجون لكمية كبيرة من الطعام والخبز يوميا، فيضطر هو وعدد منهم للذهاب للمطبخ لتوفير الطعام الذي لا يكفيهم أصلا في ظل النقص الحاد بالمواد التموينية والغذائية.

وأضاف أنه رغم تكرار الأصناف في التكية من عدس وفاصولياء ومعكرونة إلا أنها تبقى نعمة وغنيمة كبيرة ومحظوظ من يحصل عليها لإطعام عائلته وأهل بيته.

أما يونس أبو سليمان، وهو من ذوي الإعاقة الحركية، فيقول إن أولاده يذهبون للتكية للحصول على طعامهم وأحيانا يحالفهم الحظ وأحيانا أخرى لا يحالفهم، وفي اليوم الذي لا يحصلون فيه على طعام التكية يضطرون للطلب من جيران في الخيام أو الأحياء القريبة، وفي هذه الأيام وفي ظل اشتداد الحصار وإغلاق المعابر وشح المواد التموينية والطحين يجدون صعوبة بالغة في توفير قوت يومهم.

وقال منسق إحدى تكايا توزيع الطعام، إن وجود التكايا ساهم بشكل كبير في التخفيف عن الفلسطينيين والنازحين في ظل العدوان المستمر، مشيرا إلى أنه رغم تكرار أصناف الطعام المقدم في التكايا طوال أيام الأسبوع، إلا أن الإقبال عليه كبير.

وأشار إلى أنه وبسبب إغلاق المعابر وعد إدخال المواد الأساسية، هناك بعض التكايا توقفت عن العمل، وأخرى أصبحت تعمل يوما بعد يوم حسب ما يتوفر لديها من مواد أساسية وطعام.

من جانبه، قال مشرف مطبخ إحدى التكايا إن المطبخ يحتاج لدعم دائم لاستمرار العمل فيه، مشيرا إلى أن الطهاة على استعداد تام لطهي وجبتين وثلاث يوميا في سبيل حصول الجميع على الطعام.

وقال إن "الواقع الذي نشهده يبين أننا على شفا مجاعة حقيقية قد تطال الجميع في ظل إغلاق المعابر ومنع الاحتلال إدخال المواد الأساسية والتموينية للقطاع".

وكان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، قال في تصريح صحفي، إن إسرائيل استخدمت الجوع كسلاح في قطاع غزة، مشيرا إلى حرمان الفلسطينيين في قطاع غزة من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

من جانبها، وجهت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، "ديوان المظالم"، في بيان لها، نداء استغاثة عاجل للأمم المتحدة ومنظماتها الدولية المعنية، للإسراع باتخاذ الإجراءات اللازمة للضغط على سلطات الاحتلال لفتح المعابر والسماح بدخول إمدادات الغذاء لمختلف مناطق قطاع غزة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال تتعمد بشكل دائم استهداف العاملين في التكايا والمطابخ الخيرية وكان آخرها استهداف مركبة مدنية، ما أدى لاستشهاد 4 من العاملين في المطبخ العالمي قبل أيام، الأمر الذي أدى لتعليق عمل المطبخ في القطاع، الأمر الذي زاد الأمور تعقيدا.

وفا