أحداث جسام وتحولات دولية كبرى، وحروب طاحنة عصفت بالإقليم والعالم خلال 25 عاما مضت، وبرغم كل تلك التحولات المصيرية استطاع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سائرا بسياسة ثابتة، ومتوارثة جيلا عن جيل قائمة على الحكمة والشجاعة والتعقل والوسطية والتوازن تجاوز التحديات وصد المخاطر، بل والمضي قدما نحو الإنجاز والتحديث.
عمل جلالة الملك عبدالله الثاني بعزم وإرادة قوية لا تلين، من أجل رفعة الأردن وازدهاره، والدفاع عن قضايا أمته ومستقبل أجيالها، وتحقيق السلام العالمي؛ وذلك وفاء للرسالة العظيمة التي ورثها، وضمن مسؤوليته الوطنية وواجبه المقدس؛ تلك المسؤولية التي تحدرت إليه من الآباء والأجداد، بعد أن قدموا في سبيلها التضحيات الجسام.
ويشكل الدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرها القدس مبدأ وأمانة راسخة في فكر ودبلوماسية القيادة الهاشمية، وهي حاضرة على الدوام على الأصعدة كافة، حيث لا يتقدمها ملف ولا تعلوها قضية، ورغم كل التحديات والصعاب والضغوطات بقيت مدينة القدس أيقونة الفكر والمسيرة الهاشمية منذ الأزل، وستبقى كذلك إلى الأبد.
وأكّد جلالته أنه ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا.
وبمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، أكّد متحدثون، أن جلالته تمكن بما يحظى به من احترام وتقدير لدى قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية وساسة العالم وقادته وصناع القرار ومفكريه من تحقيق مصالح الدولة الأردنية وإدامة علاقاتها الطيبة مع دول العالم كافة، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير، وتحقيق المصالح المشتركة.
وأشار المتحدثون إلى أن الظروف الجغرافية والسياسية وضعت الأردن في وسط إقليم صعب ملتهب، متداخل ومتقاطع المصالح، إلا أن الأردن بقيادة جلالة الملك وحكمته وفهمه الكبير للتوازنات السياسية التي تحكم العالم، مكنته من التعامل مع هذا الواقع بحكمة وتعقل واعتدال، بسياسة خارجية متسمة بالوضوح والثبات في المواقف.
وبينوا أن السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالته تمكنت على مدار السنوات الماضية من الاستجابة للمتغيرات والظروف الداخلية والخارجية كافة، وأصبح الأردن محجا ومقصدا لمعظم قادة وساسة العالم، إيمانا منهم بالرأي السديد الذي يبديه جلالة الملك في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية، معتمدا على ثوابت رئيسة لم تحد عنها الدولة الأردنية منذ الثورة العربية الكبرى التي أطلق رصاصتها الأولى جد جلالته الملك الحسين بن علي.
واعتبروا أن الاحترام والتقدير الدولي الذي يحظى به جلالته لدى قادة العالم وفي عواصم صناعة القرار، أسهم في تسهيل مهمة الساسة والدبلوماسيين الأردنيين من تحقيق أهداف الأردن المستمدة من رؤى جلالته، وإقامة علاقات سياسية واقتصادية وسياحية وشعبية مع تلك الدول أسهمت في مد جسور التفاهم والتواصل وبناء الثقة والتعاون.
وتمكن جلالة الملك وانطلاقا من هذه الرؤية الواضحة، وإرث رسالة الثورة العربية الكبرى، وأهدافها وغاياتها النبيلة، في الحرية والوحدة والحياة الأفضل من الإبقاء على أن تكون بوصلة الأردن عربية الانتماء والموقف والرسالة، وأن يظل العمق العربي للأردن، هو الأساس في كل علاقاته، وألا تتقدم أي علاقة على علاقة الأردن بأشقائه العرب. وقال المتحدثون، إن إيمان جلالة الملك بحل النزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية وعدم التدخل في شؤون الغير ورفض التدخل في شؤون الأردن الداخلية أو أن يكون جزءا في محور ضد أي دولة أخرى، مكنه من تجنب أي صدامات سياسية يمكن أن تعرضه أو تعرض المنطقة للخطر وعدم الاستقرار.
وقال السفير الفلسطيني في عمّان عطاالله خيري، إن الأردن يحظى بمكانة عالية ومتقدمة بين دول العالم بفضل السياسة الحكيمة والذكية التي ينتهجها ويقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي أثمرت عن بناء علاقات دولية قوية ومتينة مع مختلف دول العالم تقوم على التعاون في مجالات كثيرة والاحترام المتبادل.
وأضاف أن جلالة الملك أرسى علاقات الأردن مع جميع الدول على أسس راسخة من الثقة والتعاون والاحترام، ونجد الأردن حاضرا في جميع المؤسسات والمناسبات والهيئات والمنظمات الدولية، وله وجوده وحضوره واحترامه وتأثيره، إلى جانب دوره الإنساني البارز ووقوفه مع العديد من الدول والشعوب في الظروف الصعبة، سواء أكان ذلك من خلال إرسال المساعدات الإغاثية المتعددة الغذائية والطبية واللوجستية وغيرها، أو على صعيد نشر الوعي برسالة السلام والإسلام وحوار الأديان والتعايش الديني والسلمي ونشر الأمن والأمان بين شعوب العالم، والمحبة والوئام، وتأثير ذلك إيجابا على مستوى الدول والمجتمعات المختلفة في العالم.
وتابع، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يعد من القادة والزعماء القلائل في العالم المؤثرين جدا في العلاقات الدولية، الذين يحظون بالاحترام الكبير والثقة العالية والمصداقية والموضوعية، حيث يصغي زعماء العالم إلى جلالة الملك، ويستمعون جيدا إلى كل ما يقوله بشأن القضايا الدولية؛ لأن جلالته يخاطب العالم بصدق وقلب مفتوح وإخلاص ووفاء وحيادية، ولذلك حاز على ثقة واحترام زعماء العالم.
وعلى الصعيد الثنائي، قال السفير، إننا نرى اهتماما ملكيا بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني لا حدود ولا سقف له، فقد أرسى جلالته دعائم وركائز علاقات ثنائية بين المملكة ودولة فلسطين لا يمكن أن تتزعزع أو تتغير، ويبذل جلالته جهودا جبارة على المستوى الإقليمي والدولي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل التراب الوطني الفلسطيني المحتل عام 1967، والمتصلة جعرافيا والقابلة للحياة وذات سيادة كاملة جوا وبحرا وبرا.
وبين أن جلالة الملك عبدالله الثاني وظف علاقاته المتميزة مع دول وزعماء العالم لنصرة القضية والحقوق الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولا يدخر جلالته جهدا في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وفي الدعوة إلى سلام شامل وعادل يدوم ويحقق الأمن والازدهار لجميع دول وشعوب المنطقة على أساس مبدأ حل الدولتين وإنهاء الصراعات والأزمات القائمة في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد أن السياسة الخارجية الأردنية التي يقودها جلالة الملك تعزز دور الأردن الدولي في جميع المجالات، وتضعه في مقدمة الدول التي تحظى باحترام الدول الأخرى، وترفع من مستوى وحجم التعاون معها على المستويات كافة.
السفير الأذري
قال السفير الأذري إيلدار سليموف، إن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ اعتلائه العرش في 7 شباط 1999، يلتزم البناء على إرث الملك الحسين بن طلال من أجل مأسسة التعددية الديمقراطية والسياسية في الأردن، وبذل جهودا مكثفة من أجل ضمان مستويات مستدامة من النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، بهدف تحسين مستوى معيشة جميع الأردنيين.
وأضاف، ومنذ ذلك الحين، كرّس جلالة الملك نفسه للدفاع عن الأردن باعتباره جزيرة التقدم في منطقة مضطربة، وشمل ذلك الاستثمار في رأس المال البشري الهائل لشعبه، ومكافحة آفة الإرهاب والتطرف، والعمل بلا كلل لحماية وتوسيع آفاق السلام في الشرق الأوسط.
وقال: "وعلى الرغم من موارد الأردن الشحيحة، فتح جلالة الملك عبدالله الثاني أبواب الأردن أمام ملايين اللاجئين، وهو إرث هاشمي طويل في ضيافة النازحين المحتاجين، وعمل جلالته على تعزيز السلام والاعتدال، ونشر الوئام بين الأديان، وحمى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تحت الوصاية الهاشمية.
وأشار إلى أنه في 13 كانون الأول 1994، جرى لقاء تاريخي بين الرئيس حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان السابق وجلالة الملك الحسين بن طلال في إطار قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في الدار البيضاء؛ ما مهد الأسس للتعاون المثمر المستقبلي بين البلدين.
وأكّد أن علاقات الصداقة بين قادة البلدين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، تشكل أساسا متينا لعلاقات الصداقة والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، وكذلك في قضايا الدفاع والأمن.
السفير العُماني
قال السفير العُماني لدى الأردن فهد بن عبدالرحمن العجيلي، إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وخلال الـ 25 عاماً الماضية من حكم جلالته، استطاع أن يحافظ على موقف متوازن في منطقة معقدة سياسياً، حيث عمل جلالته على تعزيز علاقاته الدبلوماسية مع دول الجوار والقوى العالمية الكبرى محافظاً على دوره كوسيط ومحاور في العديد من القضايا الإقليمية، وكان له دور محوري في السلام والأمن الإقليمي ودعم جهود السلام، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودفاعه عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة من منطلق الوصاية الهاشمية.
وأضاف أن السياسة الخارجية للأردن تحت قيادة جلالته، لعبت دوراً مهماً في حفظ التوازن والسلم في المنطقة والشرق الأوسط، وعكس تأثيره الكبير على حل النزاعات بطرق سلمية.
ولفت إلى أن جلالة الملك، واجه خلال فترة حكمه تحديات كبيرة، بما في ذلك الأزمات الاقتصادية والتوترات الإقليمية ومكافحة الإرهاب، ومع ذلك استطاع جلالته أن يستغل هذه التحديات كفرص لإعادة تأكيد دور الأردن كلاعب مهم في السياسة الإقليمية.
وقال، إن العلاقات العمانية - الأردنية، متينة جداً، وقائمة على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أرساها السلطان قابوس بن سعيد وجلالة الملك الحسين بن طلال، وتطورت الآن تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور وجلالة الملك، وشهدت العلاقات المزيد من القرب والتطور في مجالات متعددة مثل التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والتعاون في مجال التعليم والتكنولوجيا، والاستثمار.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان والأردن، يشتركان في العديد من المواقف الدبلوماسية، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذا التقارب والتشاور في نهج البلدين، يعكس وجود قواسم مشتركة في السياسة الخارجية، والتفاهم المتبادل حول أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م.
وقال السفير الكازاخي إيداربيك توماتوف "خلال 25 عاما من حكم جلالة الملك عبد الله الثاني، جسدت السياسة الخارجية الأردنية دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار وتعزيز المبادرات الإبداعية والسلمية لتطوير التعاون في الشرق الأوسط".
وأضاف أن الملك عبد الله الثاني دبلوماسي بارز يشارك بنشاط في حل النزاعات العالمية ودعم مبادرات السلام وله دور وأثر إيجابي على الاستقرار الإقليمي وإعادة الإعمار.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية للأردن تهدف إلى تهيئة الظروف لحل عادل للنزاعات يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف، وهكذا، أثبت الأردن نفسه كعامل رئيسي في ضمان الاستقرار وحل النزاعات في الشرق الأوسط، وخاصة في سياق الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.
وزاد "تتجلى مساهمة المملكة في تعزيز الاستقرار في المنطقة من خلال دعم البرامج الاجتماعية والتعليم والتنمية، وتنفيذ مشاريع التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة حيث نرى كيف تتطور العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية ديناميكيا في إطار مثلث الدول-الأردن والعراق ومصر".
وقال نقدر تقديرا عالياً الدور الرئيسي الذي يضطلع به جلالة الملك عبد الله الثاني في تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؛ حيث لا يتوانى عن بذل الجهود الدبلوماسية لإنهائه في أقرب وقت ممكن فحسب، بل يقدم أيضا المساعدة الإنسانية بفعالية للتخفيف من معاناة المدنيين، فضلا عن تعبئة المجتمع الدولي في الأنشطة الإنسانية في المنطقة.
وأكّد أن موقف الأردن المبدئي من حل النزاع على أساس حل الدولتين وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي يخلق أساسا طويل الأجل لنظام عالمي مستدام في الشرق الأوسط، وبالتالي؛ فإن الجهود الطويلة الأجل لجلالة الملك عبد الله الثاني في السياسة الخارجية تعكس رغبة الأردن المستمرة في السلام والعدالة في المنطقة.
كما أكّد أن فترة حكم جلالة الملك عبدالله الثاني تميزت ليس فقط بالإصلاحات الداخلية والتنمية الحديثة للبلاد، ولكن أيضا بالدور النشط للبلاد في حفظ السلام.
وأضاف أن تآزر سياسات حفظ السلام في بلدينا له تأثير عميق على العلاقات بين الأردن وكازاخستان، وخاصة في سياق حل الصراعات الإقليمية مضيفا أن الأردن مشارك نشط في عملية أستانا بشأن سوريا، حيث قدم مساهمة كبيرة في البحث والتقارب بين مواقف أطراف هذا الصراع.
وقال، إن العلاقات الودية بين الأردن وكازاخستان تجاوزت 30 عاما أقام خلالها الجانبان علاقات صداقة قوية، كما يتضح من الاجتماعات المنتظمة لزعماء بلدينا، فضلا عن الاتصالات المتبادلة النشطة على مختلف المستويات، وانضمت بلداننا معا لتعزيز التبادل الثقافي وفرص الأعمال التجارية والتعاون الدبلوماسي، مضيفا: "أنا فخور بأن أقول إن علاقاتنا تزداد قوة كل عام، مما يعكس التزام بلدينا بالعمل معا لصالح شعبينا".
وقال، إنني على اقتناع عميق بأن مواصلة تطوير علاقاتنا الثنائية ستسمح لنا بإطلاق العنان للإمكانات القائمة غير المستغلة في قطاعات مثل الزراعة والتكنولوجيا والسياحة.
وأكد أن المملكة الأردنية الهاشمية، أصبحت تحت القيادة الحكيمة للملك عبد الله الثاني، حصنا للاستقرار ومنارة للأمل في منطقة صعبة.
السفير السعودي نايف بن بندر السديري، قال، إنّه مع مرور 25 عاما على تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني لسلطاته الدستورية، بقي الاستقرار من السمات البارزة للوضع في الأردن، وهو من المزايا التي ساعدت الدولة الأردنية بقيادة جلالته على ممارسة سياسة خارجية أكثر فاعلية لتحقيق أهدافها، وأعطت الأردن صورة ممتازة وفاعلة وقوية في الخارج.
وأضاف أنه وفي كلّ ذلك، كانت للمحددات الشخصية للقيادة السياسية الأردنية، وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني، أهمية خاصة، فشخصية جلالة الملك والاحترام والتقدير اللذين يحظى بهما عبر العالم، يسهمان في تعزيز دور المملكة الأردنية الهاشمية ومكانتها وحضورها وقدرتها على التأثير في الأحداث.
وأشار إلى أنه في مجالات السياسة الخارجية وتحدياتها، يدرك الأردن بقياده جلالته أن النظام الدولي قائم على تكتلات ومحاور سياسية وعسكرية، فصاغ علاقاته الدولية لحماية أمن الأردن القومي، مستفيدا من مكانته ورؤيته الحكيمة لتعزيز دوره على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأضاف أن ميزة الأردن في علاقاته الخارجية، أنها متوازنة مع دول العالم كافة، تقوم على الاعتدال والوسطية وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وهي علاقات رسمها جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال شبكة قوية ومتينة، عززتها مواقف المملكة المتوازنة والحيادية تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وفي الإطار الثنائي، قال السديري، إن العلاقات بين المملكتين الشقيقتين تتسم بالعمق الإستراتيجي والتاريخي، وتجمع بينهما حضارة وحسن جوار، وجغرافية متشابهة، وأخوة متأصلة وموروث متقارب ولغة واحدة، تضاف إليها المصالح المشتركة والمتبادلة والمتوافقة، وكل هذه العلاقات تتبلور في قوة التواصل والتعاون والتنسيق الدائم بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وجلالة الملك عبدالله الثاني لما فيه مصلحة شعبيهما وأمنهما واستقرارهما، ومناصرتهما للقضايا الإسلامية والعربية.
وأكد أن المملكتين تتماثلان قديمًا وحديثًا في المواقف السياسية الدولية والإقليمية، بتوافق الرؤى والمنطلقات على مستوى قيادتيهما العليا إزاء مجمل القضايا والأحداث الدولية التي تخص منطقة الشرق الأوسط أو القضايا الدولية الأخرى، في جو من التفاهم العميق والتشاور المتبادل التي تتشكل في الزيارات التاريخية المتتالية فيما بين ملوك الدولتين في احترام متبادل.
من جانبه، قال السفير اليمني جلال إبراهيم فقيره، إنه رغم مصادر التهديد الخطيرة التي تحيط بالأردن من كل جانب، إلا أن المهارات القيادية الاستثنائية لجلالة الملك مكنته من استشعار جميع مصادر التهديد الإقليمية والدولية، والتعامل معها بذكاء حاد، وتوظيف الأحداث والتفاعلات كافة للابتعاد عن خارطة الألغام الجيوبوليتيكية، وتجنب الانزلاق في أي مواجهات إقليمية، وتعزيز منظومة الأمن والاستقرار في الأردن.
وأضاف على الرغم من محدودية الموارد الطبيعية في المملكة الأردنية الهاشمية إلا أن جلالة الملك أفلح في تأسيس بنية مستقرة جعلت الأردن نقطة جذب للعديد من الاستثمارات العربية والأجنبية، وكذلك نقطة استقطاب للسياحة العلاجية، وقبلة لطالبي العلم في مؤسسات التعليم الجامعي، كما أفلح في إقامة علاقات متميزة مع العديد من دول العالم وعلى النحو الذي مكنه من إدارة عملية التنمية والتحديث بحكومات تكنوقراط وببرامج حكومية عنوانها التنمية أولا.
وأشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني يملك جملة من السمات القيادية الشخصية التي عكست نفسها في مجال السياسة الخارجية، فالشخصية الكاريزمية، والمهارات اللغوية المتميزه، والإلمام الكامل بأبعاد القضايا التي يطرحها، والذكاء في طريقة مناقشة القضايا وعرضها، كلها عوامل أسهمت في تعزيز قدرته على الإقناع والثأثير في المحافل الإقليمية والدولية.
وقال، إنّ سياسة الأردن الخارجية تجاه القضايا الاستراتيجية والمصيرية تتسم بدرجة عالية من الثبات والاستمرارية، فالسلام والاستقرار في المنطقة يأتي ضمن قائمة الأولويات، والموقف من القضية الفلسطينية يعكس الثبات والتمسك بالمبادئ من خلال طروحات القدس بوصلتنا، والرفض الكامل للعدوان الإسرائيلي، ورفض سياسة التهجير، وضمان قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، والدعم المستمر في تقديم الإغاثة الإنسانية للشعب الفلسطيني على الرغم من كافة المخاطر.
وأضاف أن العلاقات اليمنية الأردنية تميزت في جميع المراحل، وكانت على الدوام محل رعاية جلاله الملك عبدالله الثاني، الذي أولى اليمن اهتماما خاصا، ففتحت الأردن أبوابها لليمنيين في المجالات كافة، واستضافت لؤلؤة العرب عمّان العديد من المشاورات بين الحكومة اليمنية وبين الحوثيين.
وبين أنه تم تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة التي تنظمها بروتوكولات التعاون الثنائي بين البلدين، مع تقديم الدعم الكامل لمجلس القياده الرئاسي بقيادة الرئيس رشاد العليمي الذي يولي لعلاقات اليمن مع الأردن ومع جلالة الملك عبدالله الثاني مكانة متميزة ضمن شبكة العلاقات الدولية لليمن.
وأكّدت السفيرة السويسرية إيميليا جورجيفا، أن التزام جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه بلاده وسعيه لتحقيق الاستقرار الإقليمي أمر يستحق الثناء، معربة عن تمنياتها للأردن باستمرار السلام والازدهار تحت قيادة جلالته.
وأضافت، أن سياسة الأردن الخارجية التي تركز على الاستقرار الإقليمي والسلام والحوار، تتماشى مع الأولويات السويسرية في المنطقة وتسمح بالقيم المشتركة لكلا البلدين بالتعاون في مواضيع مختلفة، مثل المساعدات الإنسانية ودعم اللاجئين والتنمية المستدامة.
وأكّدت تطلع سويسرا إلى مواصلة الشراكة الودية في المستقبل، مشيرة الى أن الأردن وسويسرا يحافظان على 75 عاما من العلاقات الثنائية الممتازة التي تركز على التعاون الاقتصادي والجهود الإنسانية والدبلوماسية العلمية
من جهته، قال السفير الماليزي محمد نصري بن عبدالرحمن، إن الأردن كان ولا يزال يلعب دورا رئيسيا في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليميين، وسياسته الخارجية ركزت على تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع مختلف البلدان والمشاركة في الجهود الدولية لمواجهة التحديات الإقليمية في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي يتابع مشاركة الأردن في المبادرات الدبلوماسية ويؤكد أهمية الحفاظ على نهج متوازن وبناء في المنطقة.
وأشار إلى أن جلالة الملك يتميز باتباع سياسة خارجية تركز على الحفاظ على الاستقرار والتوازن والسلام في المنطقة، لتعزيز مسيرة الأردن التاريخية في مشهد جيوسياسي معقد، حيث إنّ الأردن لعب دورا في التوسط في النزاعات الإقليمية وتعزيز الحوار بين مختلف الجهات الفاعلة، والمشاركة بفاعلية في الجهود الدبلوماسية للتوسط في النزاعات في المنطقة، حيث شاركت في المناقشات المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعمت المبادرات الرامية إلى إيجاد حلول سلمية ودائمة.
وأضاف، أن ماليزيا تدعم وبقوة موقف الأردن وسياسته تجاه القضية الفلسطينية وتعمل بشكل مشترك على دعم الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات فيها، ولها علاقات متطورة ومساهمة مالية في الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى.
وأوضح أن الأردن حافظ على علاقات قوية مع مختلف الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية والإسلامية والدول العربية المجاورة، كما شارك في المنتديات والمبادرات الدولية لمواجهة التحديات العالمية.
وقال السفير الماليزي، إن جلالة الملك نجح في قيادة الأردن إلى الدعوة إلى التعايش السلمي والحوار كوسيلة لحل الصراعات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن الأردن ملتزم بتعزيز الاستقرار ومكافحة التطرف، كما لعب دورا هاما في مواجهة التحديات التي يفرضها الإرهاب، وأزمة اللاجئين السوريين، وقدم الكثير من الجهود لحشد الدعم الدولي لمنصرة قضايا اللاجئين.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين ماليزيا والأردن، قال السفير، إنّ وجهات النظر الحكيمة وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات القائمة على جميع المستويات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى أن هناك ما يقرب من 1800 طالب ماليزي يدرسون في الأردن، وقرابة 1100 طالب أردني يدرسون في ماليزيا.
من جانبه، قال السفير الهندي أنور حليم، إن جلالة الملك وقيادته الحكيمة، لعبت دورا محوريا في التقدم الملحوظ الذي حققه الأردن على مدى 25 سنة 25 الماضية، وإنه وبتوجيهات جلالته الحكيمة أصبح الأردن نموذجا للسلام وصوت العقل ورمزا للأمل.
وأشار إلى أن التزام الملك الراسخ بتعزيز السلام والاستقرار يعد أمرا مثيرا للإعجاب وحاسما في تعزيز بيئة إيجابية للتعاون الإقليمي، مبينا أن الأردن حتى خلال هذه الأوقات الصعبة، كان في طليعة الجهود الدبلوماسية التي تعمل بلا كلل من أجل تحقيق سلام طويل الأمد ومن أجل تعزيز الوئام العالمي، وهي الرؤية التي يتبناها أيضا رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي.
وزاد، أنه من المبهج أن نرى العلاقة الاستثنائية المشتركة بين جلالة الملك ورئيس وزراء الهند، والتي تتجلى باللقاءات الثنائية المتكررة بما في ذلك اجتماعهما الأخير على هامش الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في دبي في تشرين الثاني الماضي واتصالهما الهاتفي في تشرين الأول 2023 للتأكيد من جديد على التزامهما الالتزام بمعالجة التحديات العالمية التي نواجهها اليوم، حيث عززت جهودهما المشتركة بشكل كبير العلاقات الثنائية بين البلدين وفتحت الطريق لتعزيز التعاون والتفاهم المتبادل.
من ناحيته، قال السفير البولندي لوسيان كاربينسكي، إن سياسة الأردن الخارجية تجاه المنطقة وتوازنها واستقرارها تحظى بتقدير كبير من بولندا وإن الجهود الأردنية في معالجة القضايا المعقدة في كثير من الأحيان في المنطقة هي جهود تعزز ثقتنا في حكم وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف، أن الأردن في عهد جلالته، بقي في طليعة الداعمين لفلسطين باعتبارها عاملا حاسما في الاستقرار والسلام الإقليميين وتشكل الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس جزءا مهما منها.
وأكّد أن وجود الأردن من بين الدول الثلاث الأكثر أمانا في المنطقة هو نتيجة لنظام حكم جيد التنظيم وفعال، وهو أمر أساسي لتطوير السياحة وتعزيز القضية الأردنية على الساحة العالمية.
وبين أن الأردن يمثل صوت الاعتدال والسلام والاستقرار في المنطقة، وتتفق بولندا والأردن مع العديد من تلك الأمور، مما يجعلنا شريكين وثيقين في تحقيق تلك الأهداف الهامة.
وأشار إلى أن العلاقات بين عمان ووارسو تشهد نموا ملحوظا في عدة مجالات، مع وجود خطط للارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستويات أكثر تقدما مؤكدا أن الدعم المستمر من الديوان الملكي وكذلك وزارة الخارجية الأردنية يضمن بقاء علاقاتنا وشراكتنا قوية وتمتد إلى مجالات جديدة للتعاون الثنائي.
السفيرة التونسية
وأشادت السفيرة التونسية مفيدة الزريبي بما يشهده الأردن من تطور وانفتاح وبناء للجسور من أجل مواصلة تشييد الأردن الحديث مشيرة إلى أنها تتابع منذ تعيينها سفيرة لبلادها لدى الأردن سياسة خارجية نشيطة حكيمة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في التعاطي مع الأزمات والتهديدات، والدور الفاعل الذي تضطلع به انطلاقا من خصوصية الموقع الاستراتيجي للأردن وتفاعلاته الرصينة مع محيطه الذي يشهد توترات وصراعات مستمرة.
وقالت، أن ما يميز السياسة الخارجية الأردنية هو السعي الحثيث والمتواصل لتحويل تحديات الجوار إلى فرص، وذلك من خلال نسج علاقات متوازنة مع كافة الدول، وسياسة ديناميكية في مختلف أطر التعاون العربية والإسلامية والدولية.
وأشادت بما يتمتع به البلدان من علاقات متميزة وتشاركهما في العديد من القواسم أبرزها المبادئ والقيم الجوهرية التي تقوم عليها سياساتنا الخارجية في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلي، والالتزام بمبادئ الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، وقد ساهمت هذه القواسم المشتركة في تمتين العلاقات بين تونس والأردن وجعلت علاقات التعاون بينهما تبلغ مستوى مميزا، وتشهد ديناميكية مطردة في مختلف المجالات.
وأضافت: "يحدو رئيس الجمهورية قيس سعيد وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين رغبة مشتركة في مزيد من التنسيق والتشاور حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي الصدارة منها قضايا منطقتنا العربية، سواء ثنائيا أو ضمن أطر التعاون التي ينتميان إليها، مع تعاطي استثنائي مع القضية الفلسطينية التي تمثل قضيتهما الشخصية"
وقالت، إن دعم تونس والأردن للشعب الفلسطيني الشقيق ومناصرته في نضاله من أجل استرداد حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف أمر ثابت.
وأضافت، كما أنهما يضعان في جوهر الاتصالات والتحركات على الصعيدين الإقليمي والدولي ضرورة وقف الحرب على غزة ووضع حد للمأساة التي يتعرض لها أشقاؤنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحتمية تكثيف نسق إدخال المساعدات الإغاثية الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكاف، ولا يدخران أي جهد في مواصلة الضغط الدولي على سلطة الاحتلال للامتثال لمبادئ الأمم المتحدة والانصياع لقواعد القانون الدولي والقانوني الإنساني الدولي.
وقالت، إن تونس تساند الموقف الأردني الشقيق بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني في التصدي لمخطط التهجير القسري للأشقاء الفلسطينيين باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية، وقد أعربت تونس في مختلف المناسبات على استعدادها المتواصل للانخراط الفاعل في جميع الجهود التي من شأنها إنهاء المظلمة التاريخية التي تتعرض لها فلسطين الحبيبة، وحماية القدس وحفظ هويتها التاريخية ووضعها القانوني تحت الوصاية الهاشمية.
السفير البلجيكي
وقال السفير البلجيكي سيرج ديكشن، إن الأردن تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، لعب وما زال يلعب دوراً مركزياً ودور الوساطة في المنطقة، خاصةً خلال الأشهر الأخيرة، حيث كانت جهوده الدبلوماسية والإنسانية بالنسبة للكثيرين منارة أمل.
وأضاف، أصبح الأردن في عهد جلالته ملاذا للاستقرار وموطنا ترحيبيا لملايين اللاجئين، مشيداً بالأجندة الإصلاحية السياسية والاقتصادية والإدارية لجلالته، التي رسمت رؤية لتحديث البلاد.
وقال: "إننا كشريكين استراتيجيين، يتقاسم الأردن وبلجيكا فهمًا مشتركًا لأهمية النظام الدولي القائم على سيادة القانون، ونحن على استعداد لمواصلة العمل بشكل وثيق مع الأردن في ظل توجيهات جلالة الملك.
السفير الصيني
قال السفير الصيني تشن تشوان دونغ، إن للأردن دورا مميزا في منطقة الشرق الأوسط، تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ويلعب دوما دورا هاما في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأضاف أن الأردن يدعو دائما للسلام الإقليمي، والحوار والتمسك بالحل السياسي في مواجهة الصراعات والنزاعات المعقدة والمتكررة في المنطقة، ليكون "واحة الاستقرار" في المنطقة، كما أنه داعم للتعاون الجماعي، إذ يلعب دورا فاعلا في تعزيز الاستقلال وتقوية الذات والتضامن والتعاون بين الدول العربية.
وأشار إلى أن الأردن ممارس للدبلوماسية الودية، ويعمل على تطوير علاقات صداقة مع جميع الأطراف مع الالتزام بالمبادئ في العلاقات الخارجية، بما يحظى باحترام عالمي، قائلا إن ما يثير الإعجاب أن جلالة الملك عبدالله الثاني، يقف في طليعة الدبلوماسية، من أجل تهدئة الوضع في قطاع غزة والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين، كما قام جلالته بتصريحات وأعمال قوية، بما ترك آثارا مهمة وواسعة في المجتمع الدولي.
وقال إن جلالته زار الصين 8 مرات بعد تسلمه السلطات الدستورية، وإن الرعاية الاستراتيجية للقيادتين وضعت ضمانا أساسيا للتطور السليم والمستقر للعلاقات الثنائية.
وبين أن الصين والأردن كممثلين للحضارات العريقة، طالما يتبادلان الاحترام والدعم، وتجمع بينهما مواقف مشتركة ونظرات متقاربة، يبذلان جهودا دؤوبة في وقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وزاد "نتطلع إلى العمل مع الجانب الأردني لمواصلة توطيد الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التعاون والمنفعة وتكثيف التبادلات الثقافية، بما يفتح أفقا جديدا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين".
السفير الياباني
قال السفير الياباني أوكوياما جيرو، إن النهج المتوازن والقيادة الدائمة والثابتة لجلالة الملك عبد الله الثاني، تجاه عدد لا يحصى من القضايا السياسية، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل أيضًا على المستوى العالمي، يسهم بشكل كبير في استقرار العالم ككل في مواجهة التحديات المعقدة المتراكمة، بما في ذلك القضية الفلسطينية والعراق وسوريا.
وأضاف أن قيادة جلالته البارزة ورؤيته البعيدة النظر ساهمت في ترسيخ صورة الأردن باعتباره حجر الزاوية في الاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك فإن العلاقات الشخصية القوية التي نشأت بين جلالته وقادة الدول الأخرى من خلال جهوده الدبلوماسية النشطة والسريعة، لم تسهل فقط جدول الأعمال الدبلوماسي الأردني، بل سهلت أيضًا المناقشات الدولية.
ولفت إلى أن مثل هذه البصيرة الثاقبة والقيادة القوية لجلالته بالإضافة إلى الأهمية الجغرافية للأردن، مكّنت البلاد من احتلال مكانة فريدة لا يمكن الاستغناء عنها على الساحة الدولية.
وبين أن العلاقة الثنائية الأخيرة بين الأردن واليابان شهدت الارتقاء بعلاقاتهما إلى الشراكة الاستراتيجية في اجتماع القمة عام 2018، مما أدى إلى توسيع التعاون في العديد من المجالات بما فيها السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.
وقال، إن مثل هذه العلاقات القوية رفيعة المستوى لعبت أيضًا دورًا كمحفز لتنشيط العلاقات التجارية بين الشركات والعلاقات الشعبية بين البلدين، ما جعل العلاقات الثنائية أكثر تعددًا للطبقات.
وأشار إلى أن عام 2024، يصادف الذكرى الـ70 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن واليابان، وتحرص اليابان على مواصلة تعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية مع الأردن.
السفير الهولندي
واعتبر سفير مملكة هولندا هاري فرفاي، أن مرور 25 عاما على تولي جلالته الحكم، هي شهادة على قيادته الثابتة وتفانيه من أجل رفاهية الشعب الأردني.
وقال: "بتوجيهات من جلالة الملك، يشكل التزام الأردن بالاستقرار والسلام والتعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي، حجر الزاوية في سياسته الخارجية، وينعكس ذلك أيضًا خلال الأوقات الصعبة الحالية التي تشهدها المنطقة".
وأشار إلى أن هولندا والأردن يتمتعان بعلاقات دبلوماسية قوية تمتد لعقود من الزمن، وتعتبر هولندا الأردن شريكا رئيسيا وتعترف بالدور المهم الذي يلعبه الأردن في استضافة اللاجئين.
وزاد "الروابط المتينة التي تربط مملكتينا ببعضهما البعض تتميز بالتعاون الناجح في عدد من المجالات، بما في ذلك الأمن والتجارة والمياه، والصداقة الطويلة الأمد بين بيوتنا الملكية".
السفير الأسترالي
قال السفير الاسترالي برنارد لينش، إن استراليا تقدر كثيرا الدور الذي لعبه الأردن منذ فترة طويلة، في تحقيق الاستقرار الإقليمي تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.
وأضاف أن الجهود الدؤوبة التي يبذلها جلالة الملك لتعزيز السلام والأمن الإقليميين، هي جهود مثيرة للإعجاب ولا غنى عنها لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وبين أن استراليا تتمتع بعلاقة قوية ودائمة مع الأردن، متجذرة منذ أن دعمت استراليا الثورة العربية الكبرى التي قادها الهاشميون في الحرب العالمية الأولى.
وقال: "إن علاقاتنا السياسية والدفاعية والأمنية وثيقة ومثمرة، كما أننا نتمتع بعلاقات واسعة ومتنامية في مجالات أخرى، بما في ذلك التجارة والتعليم والثقافة، ونتطلع دائما إلى تعميق علاقاتنا الثنائية في المستقبل".
السفير النرويجي
من جهته، قال السفير النرويجي إيسبين ليندباك، إن مملكتي النرويج والأردن تربطهما علاقات دبلوماسية وثيقة وقوية، وخلال 50 عامًا الماضية، شهدنا ارتباطات كبيرة رفيعة المستوى، تجلت في الزيارة التاريخية للملك هارالد والملكة سونيا إلى الأردن في شباط 2020، والتي كانت أول زيارة رسمية لهما إلى المنطقة، مضيفا أنه وعلى نحو مماثل، رد جلالة الملك عبد الله الثاني، بزيارة إلى النرويج في عام 2022، ما أكد القوة الدائمة للعلاقة والالتزام المشترك بتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والتجارة والاستثمار والسياحة.
وقال "إن السياسة الخارجية للأردن في ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، على مدى 25 عاما، اتسمت بالبراغماتية والدبلوماسية والتفاني الثابت في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وقد برز الأردن كقوة استقرار في الشرق الأوسط، حيث شارك بنشاط في الجهود المبذولة لحل الصراعات وتعزيز السلام".
وأكد أن مشاركة الأردن في عملية السلام في الشرق الأوسط تجسد التزامها بتعزيز الحوار والتعاون الإقليميين.
وأوضح أن التزام جلالة الملك المستمر بتعزيز النمو الاقتصادي في الأردن أمر حيوي لتعزيز العلاقات الثنائية مع النرويج، وتماشيًا مع هذه الرؤية، اتخذت السفارة النرويجية في عمان خطوات استباقية من خلال تنظيم منتدى تجاري في كانون الأول 2023، وقد سمح هذا المنتدى للشركات النرويجية الكبرى بالتفاعل مع نظيراتها الأردنية، ما أثار اهتمامًا كبيرًا بالمشاريع التعاونية عبر مختلف القطاعات، وخاصة في هذا المجال من الطاقة، مشيرا إلى أن المشاركة الفعالة من الجانبين تؤكد الحرص المتبادل على تعميق العلاقات الاقتصادية واستكشاف آفاق جديدة للتعاون.
وقال، إن النرويج وبمناسبة مرور 25 عاما من قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، تؤكد مجددا التزامها بتعزيز هذه الشراكة الناجحة، مدركة أهمية دور الأردن في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز السلام، ويعد التعاون المستمر بين البلدين بمثابة شهادة على القيم والتطلعات المشتركة لمستقبل مزدهر.
بترا