سجلت محمية فيفا الطبيعية التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أول حالة تعشيش لطائر السبد النوبي في المحمية خلال الجولات الراجلة التي ينفذها المفتشون في المحمية.
وقالت الجمعية في بيان إنه "تم العثور على أنثى لطائر السبد النوبي مع اثنين من أفراخها صباح يوم 28/6/2019 وهو يعتبر من الأنواع المهددة في الأردن وفلسطين نتيجة لتدمير الموائل".
مدير المحمية إبراهيم المحاسنة قال إن "تسجيل الطائر معششاً يعتبر الأول من نوعه في المحمية لإثبات حالة تعشيش السبد النوبي في داخل حدود محمية فيفا الطبيعية بعد سنوات من البحث".
وأضاف أن "الدراسات بدأت على هذا الطائر في العام 2014 للتثبت من تعشيش هذا النوع وحجم مجتمعه في محمية فيفا الطبيعية"، مشيراً إلى أنه وبعد تسجيل تعشيشه، تم تثبيت كاميرات مراقبة في موقع تعشيش هذا النوع لالتقاط الصور لتوثيق الحالة.
وبيّن أن "مجتمع السبد النوبي في المحمية هو الأكبر في المنطقة وهو طائر ذو نشاط ليلي ويمتاز بعينه الواسعة وفتحة الفم الكبيرة التي تساعده على الصيد ليلاً".
وأشار المحاسنة إلى أنه "تم تسجيل السبد النوبي في الأردن ضمن مناطق توزيع شجر الطرفا في مناطق السبخات الملحية من البحر الميت وحتى العقبة ووادي فيدان وطاسان، ونتيجة لتدمير الموائل اصبحت محمية فيفا الطبيعية والغور الصافي هي الموئل الوحيد للطائر في الأردن حيث تم تسجيل هذا الطائر لأول مرة في المحمية في عام 2014 من خلال الدراسة التي قام بها باحثون من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة".
تم خلال هذه الدراسة تسجيل 52 ذكر ينادي للتزاوج كسلوك إيجابي لوجود التزاوج وهو الرقم الأكبر في المنطقة والذي يجعل من محمية فيفا الموئل الأهم لطائر السبد النوبي في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط .
وأشار أن فريقاً مختصا من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة نفذ دراسة أخرى للتحقق من حالة السبد النوبي في المحمية وخلال هذه الدراسة تم تسجيل 63 ذكر ينادي للتزاوج.
وأضاف أن أحد الأسباب الرئيسية لزيادة أعداد طائر السبد النوبي هذا العام هو تحسن الموائل الطبيعية في المحمية، والتي ساهمت في توفر بيئة ملائمة لتكاثر الطيور والأنواع الحيوانية الأخرى، مبينا أنه من الصعب العثور على أعشاش لطائر السبد النوبي إلا أن البيانات التي جمعها الفريق خلال فترة المراقبة أظهرت أن الذكور تنادي للتزاوج قريبا جدا من مناطق التعشيش.
وبيّن أن إدارة المحمية ستعمل خلال الفترة القادمة بزيادة الوعي بأهمية هذا النوع المهدد إضافة إلى أهمية محمية فيفا كموئل مهم ووحيد في المنطقة لهذا النوع عن طريق إيجاد برامج تعليمية متخصصة للمدارس واستخدام المنشورات التوضيحية.
مركز مراقبة التنوع الحيوي:
أسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة قسم الدراسات والأبحاث في عام 1994، وكان عملها منصبا على دراسة التنوع الحيوي في شبكة المحميات الطبيعية وتوجيه إدارة المواقع نحو أفضل الممارسات الإدارية اللازم تطبيقها للمحافظة على الموروث الطبيعي وتقليل خطر المهددات على الحياة البرية عموماً.
كما يعتبر القسم الذراع العلمي الذي تعتمد عليه الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في إدارة المحميات، ورفد برامج التوعية والتعليم بكل ما هو حديث، وفي المراجعة الدورية لقانون الصيد وحماية الأنواع.
مع مرور السنين، تراكم كثير من المعلومات والتقارير في القسم، بالتزامن مع اتساع الدور الوطني للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، ما دعا إلى ضرورة إحداث مراجعة مؤسسية شاملة تمخض عنها ما عرف بعد ذلك باستراتيجية التحول، والتي تهدف إلى تحويل المؤسسة إلى مؤسسة حديثة فيها كثير من الإدارات اللامركزية، وتعنى بالمحميات الطبيعية، والمناطق المحمية وما تمحور حولها. وقد شملت هذه الاستراتيجية قسم الدراسات والأبحاث والذي تغير مسماه إلى المركز مراقبة التنوع الحيوي.
والذي يكمن دوره في جعل "المعلومات المتعلقة بالتنوع الحيوي مجموعة، ومفهرسة وسهلة الوصول" على المستوى الوطني ولجميع المهتمين، ولن يكون ذلك إلا بالتعاون الوثيق بين العاملين في مجال التنوع الحيوي وما يتعلق به سواء كانوا مؤسسات أو أفراد، وذلك من خلال جمع المتوفر لدى كل الفئات المعرفة، ووضعها في قواعد بيانات معلوماتية سهلة البحث، سهلة الوصول. وتأمين ما هو غير موجود من خلال التحديث المستمر لهذه المعلومات.
أهداف المركز الإدارية فستكون مركزة حول المحميات الطبيعية، والمناطق المحمية، ثم النطاق الإقليمي العام، وفيما يأتي ذكر للأهداف المستقبلية مع شيء من التفصيل:
- تأسيس قاعدة بيانات التنوع الحيوي محدثة، ومفهرسة، وسهل الوصول.
- تنفيذ برامج المراقبة في المحميات الطبيعية.
- مراقبة حالة حماية التنوع الحيوي على المستوى الوطني.
- تقليل الفجوات المعرفية الخاصة بالتنوع الحيوي لإبقاء قاعدة البيانات محدثة.
- الاستمرار في بناء الكفاءات بما يخص دراسة ومراقبة التنوع الحيوي.
- مراقبة فاعلية إدارة المناطق المحمية حسب الخطط الإدارية.
يحوي المركز الوحدات التالية:
- وحدة الدراسات النباتية.
- وحدة الدراسات الحيوانية.
- وحدة دراسات الطيور.
- وحدة نظم المعلومات الجغرافية (GIS).
حيث تقوم الوحدات الثلاث الأولى بتنفيذ خطة العمل السنوية على شكل أبحاث ميدانية وبرامج مراقبة دورية مصممة على أسس علمية للتعامل مع مهددات التنوع الحيوي. كما يتم تجهيز تقارير علمية عن كل دراسة يتم تنفيذها تستخدم لاحقاً في مراقبة التغير في حالة الأنواع الإحيائية والموائل الطبيعية.
المملكة