قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الجمعة، ان مبادرة "طرق الحرير الجديدة" تمثل مجموعة مشاريع تخدم البيئة، وقابلة للاستمرار ماليا بلا فساد.
مبادرة "طرق الحرير" تهدف إلى تشييد بنى تحتية في دول نامية تحتاج إليها في آسيا وأوروبا وإفريقيا لتعزيز العلاقات بين الدولة الآسيوية العملاقة وشركائها التجاريين الرئيسيين التي تحتاج إليها لتأمين إمداداتها وأسواق لمنتجاتها على حد سواء.
لكن منتقدي المبادرة يتهمون الرئيس الصيني بأنه يعمل على تعزيز مواقع ونفوذ الشركات المتمركزة في الصين بشكل أساسي، وينصب "أفخاخا من الديون" للبلدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية.
سريلانكا عجزت عن تسديد ديونها، واضطرت للتخلي عن مرفأ للصين لـ99 عاما.
ثمانون مليار يورو
الرئيس الصيني شدد في خطاب استغرق 30 دقيقة في قمة حول "طرق الحرير الجديدة" على ضرورة أن تتسم المشاريع "بالشفافية" و"القابلية للاستمرار" لميزانيات الدول التي تشارك في مبادرة "طرق الحرير الجديدة".
وقال: "يجب أن يجري كل شيء بشفافية، وعلينا ألا نتسامح إطلاقا مع الفساد".
وأضاف أن بكين تريد تشجيع المشاريع البيئية.
وورد في نسخة أولية لبيان ختامي اطلعت عليه فرانس برس "نؤكد أهمية الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والمالية والبيئية للمشاريع".
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، إن الاستثمارات التي تندرج في إطار "طرق الحرير الجديدة" يجب "ألا توظف إلا في الأماكن التي تكون فيها قابلة للاستمرار".
ودعت في كلمة إلى "شفافية أكبر، واستدراجات عروض مفتوحة وتنافسية، وتقييم أفضل للمخاطر عند انتقاء المشاريع".
وكانت قالت الخميس في بكين إنها تشعر بالارتياح؛ لأن الصين بدأت تعالج قضايا البيئة والمديونية التي تندرج في إطار مبادرتها.
وقال تشياو ويمينغ مسؤول صيني، إن الصين استثمرت منذ إطلاق مبادرتها هذه في 2013، ثمانين مليار يورو في مشاريع متنوعة، في حين قدمت المصارف الصينية قروضا تتراوح قيمتها بين 175 و 265 مليار دولار.
"شريك طبيعي"
وتتردد الدول الأوروبية في الانضمام إلى المشروع الصيني الذي يحمل رسميا اسم "مبادرة الحزام والطريق"، أي حزام بري عبر أوراسيا وطريق بحرية.
وحدها إيطاليا انضمت إلى هذه المبادرة من بين مجموعة الدول السبع الكبرى، ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي هو المسؤول الوحيد من دولة غربية كبيرة يحضر المؤتمر.
ومن بين المشاركين أيضا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس والرئيس السويسري أويلي مورر.
من جهته، اقترح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الحليف المقرب من بكين إنشاء "مكتب للتعاون في مكافحة الفساد" في إطار "طرق الحرير الجديدة".
وفي حين أن خطوط سكك الحديد الأوروآسيوية التي أطلقت في السنوات الأخيرة تشهد مرور عدد أكبر من القطارات من الصين باتجاه أوروبا بدلا من الاتجاه المعاكس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن "التحدي يكمن في أن تعمل الطرق في كلي الاتجاهين".
ووصف وزير المال البريطاني فيليب هاموند الذي تستعدّ بلاده لاحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق وتبحث عن داعمين اقتصاديين، بريطانيا بأنها "شريك طبيعي" لطرق الحرير بفضل "خبرة" لندن لكن من دون القول بوضوح ما إذا كانت بلاده ستنضمّ إلى المبادرة الصينية.
ولم ترسل الولايات المتحدة وفداً إلى القمة. وأكد شي جينبينغ أن "طرق الحرير الجديدة" ليست "ناديا" محصورا بالبعض.
وردا على قلق الولايات المتحدة في المجال التجاري، أكد الرئيس شي أن بلاده ستواصل انفتاحها وإصلاحاتها، متعهدا إلغاء الدعم المالي الحكومي للشركات العامة، الذي "يُخلّ بقواعد المنافسة".
كما وعد شي في خطابه خصوصاً بإلغاء الإعانات "التي تشوّه المنافسة" وهو مطلب المفاوضين الأميركيين الذين يُنتظر وصولهم الأسبوع المقبل إلى بكين لسلسلة جديدة من المحادثات تهدف إلى وضع حدّ للحرب التجارية بين أول قوتين اقتصاديتين عالميتين.
أ ف ب + المملكة