ذكرت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أنها حجبت لعبة "ببجي" الإلكترونية في الأردن، قائلةً إنها ذات "تأثير سلبي على الأطفال".
رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات غازي الجبور قال لـ "المملكة" السبت، إن قرار حجب اللعبة دخل حيز النفاذ الخميس الماضي، واصفاً قرار الحظر بـ "المصلحة الوطنية".
لعبة "ببجي" الإلكترونية تسمح بمشاركة عدة لاعبين، ويهبط اللاعبون افتراضيا بواسطة مظلات على جزيرة، باحثين عن أسلحة ومعدات لقتال بعضهم البعض، والبقاء على قيد الحياة أملا في تحقيق الانتصار.
وجرى تحميل اللعبة التي صممتها شركة "بلوهول" الكورية الجنوبية أكثر من 400 مليون مرة حول العالم منذ إطلاقها في العام 2017.
الجبور قال: "حذرنا سابقا من اللعبة ... وتم حجبها لما لها من تأثير سلبي على الأطفال وعلى الناس بشكل عام ... تُسبب اللعبة الإدمان والعدائية والانفصال الاجتماعي".
وأشار الجبور إلى أن منظمة الصحة العالمية تطرقت لتأثير ألعاب على غرار لعبة "الببجي" على صحة الإنسان.
هيئة تنظيم قطاع الاتصالات حذرت في كانون الأول/ديسمبر 2018 عبر صفحتها على منصة فيسبوك من لعبة "ببجي"، بقولها "تُحذر الهيئة كافة المواطنين وأولياء الأمور من انتشار لعبة ببجي PUBG "والتي تُحمل على الأجهزة الذكية".
ووفق الهيئة تساهم اللعبة في تنمية العنف والسيطرة على تفكير اللاعبين، ولا سيما الأطفال والمراهقين منهم، ما يؤدي إلى إدمانهم اللعبة، والتأثير سلباً على سلوكهم بشكل عدواني.
وبحسب منظمة الصحة العالمية تشير الدراسات إلى أن الاضطراب الناجم عن اللعب ("اللعب بالألعاب الرقمية" أو "اللعب بألعاب الفيديو") لا يصيب إلا نسبة قليلة من الأشخاص الذين يمارسون أنشطة اللعب بالألعاب الرقمية أو ألعاب الفيديو.
ومع ذلك، فينبغي للأشخاص الذين يمارسون هذه الألعاب أن ينتبهوا إلى مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة أنشطة اللعب، ولاسيما عندما يؤدي ذلك إلى استبعاد الأنشطة اليومية الأخرى، وأن ينتبهوا كذلك إلى أي تغيّرات تطرأ على صحتهم البدنية أو النفسية أو على أدائهم الاجتماعي يمكن أن تُعزى إلى نمط سلوكياتهم في اللعب، وفق المنظمة.
مسؤول أمني، قال لـ"المملكة" إن الألعاب الإلكترونية المباشرة أو "الأون لاين" تشكل خطراً "لعدم معرفة سلوكيات وأفكار الأشخاص الذين يلعبون بها من نفس الدولة، أو دول أخرى عربية أو أجنبية".
"غريزة البقاء"
عُمر موظف حكومي (32 عاماً) قال "وصلت لمرحلة الإدمان، أقضي ما يقارب 6 ساعات متواصلة في لعبها سواء لوحدي أو مع أصدقائي".
وأضاف في حديثه عن لعبة (ببجي) أن "طريقة اللعبة والوصول للنهاية صعبة مما جعلني استمر في اللعب حتى أستطيع الوصول للنهاية بمفردي".
ولم يخف عمر رغبته في البحث عن طريقه تسمح له بالعودة إلى اللعبة مجددا بعد حجبها.
أما أحمد (30 عاماً) صاحب شركة نقل، فقال، إن: "اللعبة جعلتني ابتعد عن الآخرين في الجلسات، أحياناً أعزل نفسي داخل المقاهي للوصول إلى نهاية اللعبة، وجمع الأسلحة التي أتمنى الحصول عليها في الحقيقة".
وبين أنه "يستمتع في لعبها برفقة أصدقائه كفريق والقضاء على الفرق الأخرى للتقدم لمراحل الأخرى والتي تزداد صعوبة.
وقال محمد (33 عاماً) موظف مالي "إنه بدأ في لعبها عن طريق أصدقائه؛ مما أثر سلباً على علاقتي بأسرتي".
وأضاف: "أغادر منزلي باستمرار لعدة ساعات طويلة للعب "الببجي" دون إزعاج أطفالي في المنزل".
مجموعة مكونة من 4 أصدقاء (أكرم وأيهاب وفادي وحمزة) موظفون في قطاعات حكومية وخاصة، يلعبون الببجي يومياً، قالوا إنهم يلعبون كفريق ونساعد بعضنا البعض للبقاء أحياءً في اللعبة.
وأشاروا خلال حديثهم إلى أن PUBG عبارة عن "ساحات معارك اللاعبين المجهولين".
وقالوا عن اللعبة: لم تشكل خطرا على حياتنا مع الآخرين، أو تغيير في التصرفات، حيث سببت اللعبة إزعاجاً لعائلاتنا لقضاء ساعات طويلة فيها.
وقال لاعبون، إن اللعبة "ترتكز على غريزة البقاء، حيث تبدأ بصعود 100 لاعب على متن طيارة حربية وتسير من فوق عدة جزر، ومن ثم يبدأ اللاعبون بالنزول من خلال مظلات ليقتحموا مبانيها لجمع الأسلحة والذخائر واللباس والدروع الواقية؛ بهدف البقاء على قيد الحياة لنهاية اللعبة".
"وبعد جمع الأسلحة تبدأ المعارك ويصبح كل شيء فوضويا بين المنازل والأشجار وقيادة المركبات، وكل شخص يريد قتل الآخر للوصول للنهاية حتى يتمكن شخص بمفرده من البقاء حياً على الجزيرة، أو كفريق بحد أقصى 4 لاعبين".
يقول لاعبون: "في اللعبة كل شيء يبدو حقيقياً في حال قُتلت لا تستطيع الحصول على استمرارية في اللعبة، والأشخاص شبه حقيقيين، والأسلحة التي يتم جمعها من قبل اللاعب للقتال بها وأنواعها موجودة على أرض الواقع وحقيقية".
"اللاعب يكتب اسمه أثناء تسجيل الدخول للعبة، ووضع علم الدولة التي يلعب منها لاستطاعة الآخرين معرفته والتواصل معه عن طريق الصوت أثناء اللعبة".
وأشاروا إلى أن اللعبة أصبحت منصة للتعارف فيما بينهم بفعل خاصية المحادثة الصوتية أثناء اللعبة بين اللاعبين المشاركين والنداء فيما بينهم للاستمرار باللعبة.
المملكة