شهدت السنوات الأخيرة في غزة تزايدا لإقبال فتيات على تعلم رياضات الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه والتايكواندو، التي لم يكن مألوفا للفتيات في القطاع ممارستها سابقا.
وبالرغم من الصعوبات التي تشكلها قيود المجتمع أمام الفتيات، إلا أن منهن من استطعن اتقان هذه الرياضات والمشاركة في بطولات داخل وخارج غزة.
فتيات من أعمار مختلفة يتدربن على رياضة الكاراتيه ويحاولن اتقانها رغم صعوبتها، إلا أنهن يتشاركن في أسباب إقبالهن على تعلمها.
تقول لاعبة الكاراتيه نور دلول (19 عاما) إنها تجد ضرورة لأن تكون قادرة على حماية نفسها في ظل الأوضاع الأمنية المتقلبة في غزة.
"في أكثر البلاد أمانا تقع الفتاة في حالات طارئة ولا بد للفتاة أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، خاصة وأننا في بلد أوضاعه الأمنية متقلبه"، تقول دلول، التي تضيف إنها اتجهت إلى ممارسة الكاراتيه بمباركة من عائلتها.
إلا أن غاية لاعبة الكاراتيه نادية الطويل (10 سنوات) تختلف قليلا عن تلك التي تراها دلول.
"أحلم أن أكون عضوا في منتخب فلسطين"، تقول الطويل، التي تضيف إن ما شجعها على اختيار هذه الرياضة هو اختبار أخاها وأختها لها أيضا.
وتقتصر مشاركة الفتيات على بطولات محلية للكاراتيه تقام في قطاع غزة رغم اتقانهن لها.
وتمثل الطبيعة الشاقة للتدريبات والتصاق هذه الرياضات بالذكور تحديا للفتيات، كما أن قيود المجتمع حدت من وجود مدربات لهذه الرياضات.
يقول عماد حماد، رئيس اللجنة الفنية العليا في الاتحاد الفلسطيني لرياضة الكاراتيه، إنه "نادرا ما تستمر الفتاة (التي تمارس رياضات الدفاع عن النفس) إلى ما بعد المرحلة المدرسية".
"قمت بتأهيل 5 مدربات في السابق، لكن في النهاية بسبب الزواج يتوقفن عن (ممارسة) الرياضة، وبالتالي نعود من جديد لتأهيل أخريات"، وفق حماد، الذي أضاف أن عدم وجود حكام من الإناث لتحكيم مباريات الفتيات للسبب ذاته يعد تحديا إضافيا.
صعوبة السفر من غزة عبر معبر رفح المزدحم بالمسافرين أو معبر بيت حانون (إيرز) الذي تسيطر عليه إسرائيل، وحاجة اللاعبات لمرافق من العائلة للسفر معهن أعاق مشاركة كثير منهن في بطولات خارج القطاع.
زينب الكرنز (16 عام)، التي اختارت رياضة التايكواندو، كانت أوفر حظا من نظيراتها؛ فاحتراف والدها وعمها، وهو مدربها الحالي، ساعدها في الاستمرار في التدريبات والمشاركة في بطولات خارج غزة.
"حصلت على الميدالية الفضية في بطولة فلسطين الدولية الثانية التي أقيمت في الضفة الغربية عام 2017، وبعدها توجهت إلى الضفة من جديد وحصلت على المرتبة الثالثة في نفس البطولة عام 2018"، تقول الكرنز، التي تحلم أن تكون بطلة فلسطين ومصدر فخر لوطنها وأهلها.
بالرغم من أن بعض الأندية تسمح للأطفال الذكور التدريب مع الفتيات بشكل منفصل عن الشبان، إلا أن قلة معدات التدريب وغياب أماكن التدريب المخصصة جمعت بين ممارسي هذه الرياضات من الفتيات والشباب يعد قاسما مشتركا بينهم.
المملكة